ساري جرادات - النجاح الإخباري - لفتت الدحية البدوية في الآونة الأخيرة أنظار الشارع الفلسطيني إليها، واكتسحت ساحات ومنصات الأفراح والمناسبات الاجتماعية، وباتت مركبات النقل والمحال التجارية تستخدمها لجذب أنظار المتسوقين، لتضحي مطلباً أساسياً، لشعور جمهورها بالانتماء إلى الأرض وتحيي فيهم الهوية التراثية والثقافية الفلسطينية.
انطلق أمير الهريني (21 عاماً) من يطا جنوب محافظة الخليل، الى عالم الدحية الغنائي وهو في سن الثانية عشرة، وقرر التحول إلى غناء فن الدحية بكلماتها البدوية التي يصعب فهمها ولفظها، وبألحانها المختلطة في إشعال حفلات الأفراح، فتعلم هذا الفن في مدينة بئر السبع المحتلة، أثناء عمله فيها في العطل المدرسية.
وعمل الهريني على تكوين فرقته الفنية بإمكانيات متواضعة بهدف نشر فن الدحية وتلبية لرغبة الشباب وكبار السن، وبات عليه طلباً في إحياء المناسبات الاجتماعية المحلية، وبالتصفيق المنتظم والحركات الموحدة، يدحي الهريني لسانه بما ينطق ويفكر خلال المناسبات، ليجوب هو وفرقته أنحاء متفرقة من مناطق الجنوب الفلسطيني.
وقال ل"النجاح الإخباري": "لا سقف لأحلامي وطموحاتي، وبسبب إجراءات الاحتلال على الأرض، لا أتمكن من الحصول على تصريح للدخول لأحياء الحفلات داخل المناطق المحتلة عام 1948، مما يضطرني إلى الأداء في الضفة الغربية فقط، وبشكل خاص في يطا".
وأضاف: "على الرغم من انتشار فن الدحية في أوساط المجتمع المحلي مؤخراً، وإحيائي للعديد من الحفلات والمشاركة في المهرجانات والمناسبات، إلا أنني أسعى بشكل مكثف لتطوير أدائي فيها لكي أتمكن من المشاركة في مناسبات عربية ودولية، بالإضافة لزيادة مهاراتي في العزف على الجيتار".
ويعزف الهريني كلمات الدحية على الجيتاره، الذي بدأ بالعزف عليه بعد مشاهدته لعازف أجنبي عبر الشبكة العنكبوتية، ليبدأ مشواره في التعلم والاستفادة من البرامج الموجودة عبر موقع "اليوتيوب"، لإدخالها على دحيته.
ويدرس الهريني تخصص الصحافة والإعلام في جامعة الخليل، وهو من خربة التوانة الواقعة في مسافر يطا، والمحاطة بحزام من المستوطنات الإسرائيلية تعرضها بشكل مستمر لاعتداءات قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال.