مصطفى الدحدوح - النجاح الإخباري - اصرارهم اضاء الطريق المظلم الذي صاحبهم منذ طفولتهم لينيروا براداتهم افاق جعلت منهم نموذج نجاح يرى الجميع بانه الامثل رغم كل المعيقات التي تحول بين خيالهم وتحقيق اهدافهم رغم أعاقتهم التي وصفها الاطباء بأنهم أصحاب الإعاقة اللطيفة " الطفيفة"، هم مرضى متلازمة داون الذين يعانون أعاقة خلقية دائمة و هو مرض ينجم عن تشوه جيني يسبب تأخرا في النمو البدني و العقلي.

ليجعلوا من طموحاتهم جسر ليصلوا لتحقيقها متحدين كافة التحديات التي تحول بينهم وبين احلامهم، انها قصة نجاح لبعض فتيات اصبن منذ الطفولة في متلازمة دوان ليحققوا نجاحات خلال تخطيهم كافة المعيقات و العقبات ليصبحوا اشخاص قادرون على عمل ما يعشقون فعله.

وهذا ما حصل مع الشابة وفاء أبو جبل التي عانت منذ طفولتها لتهميش من والديها منذ معرفتهم بأنها مصابة في متلازمة دوان ليروي والدها للنجاح الاخباري ملخص حياة ابنته وفاء، في لحظة اعلامي بانها مصابة بمتلازمة داون نظرتها بانها سوف تكون عقبة امامي طوال الحياة واصبحت لا اعطي لها ادنى الاهتمام.

لتخلف نظرتي لموقفي اتجاها بعد بلوغها خمسة اعوام جراء مراقبتها لي و الابتسامة بشكل مستمر بوجهي لتدفعني بان اجعلها الاقرب مني و تتغير النظرة التي سادت عقلي لمدة خمسة اعوام، لتصل الان لتحقيق حلمها الذي عبرت بحبها له لوالدتها بان تعمل في مجال التطريز و الخيزران و القش الذي .

فالحلم الذي راود وفاء استطاعت ان تحققه و ان تكسر كافة الحواجز لتعمل بالوقت الراهن بالتطريز لدى مشاريع الأونروا و تعمل في قسم التطريز في جمعية الحق في الحياة و التي قد تخرجت منها لتصبح من يعين مصاريف منزلهم بالتزامن مع عدم عمل والديها لتصبح من عيل البيت.

و لم تختلف حالة الفتاة هبة الشرفا التي كانت تحمل طوال حياتها بان تصبح معلمة لتحقق حلمها بعد اجتيازها كافة المراحل الدراسية لتصبح اول مساعدة مدرسة في قطاع غزة، لتقود زمام الفصل الدراسي في حال تغيب المدرسة، والملفت للانتباه بان تلك الفتاة توحي لمن يرها كأنها مدرسة ممارسة لعملها.

لتوضح الشرفا بانها من تقود الطلاب في الفصل وتقوم برسم كافة الرسوم لشرح الدرس للطلاب، و تعمل على شرح الدروس كما تقوم معلمة الاساسية للمواد، و تقوم بشرح كلا من اللغة العربية والرياضيات و العلوم الحياتية.

و ترى بانها قادرة على فهم الطلاب لكونها من نفس الاصابة في المرض فلديها القدرة على فهمهم و التقرب اليهم و ادراك ما يحتاجونه من مطالب اكثر من المعلمة الاساسية، لتضيف بان تلك الامور اتت خلال حبها بان تصل لذلك المطاف، لكونها تقوم في العمل من اجل كسب المال للأنفاق على نفسها و اهلها لكون والدها عاطل عن العمل منذ اعوام عديدة.

مسئول قسم متلازمة داون في جمعية الحق في الحياة الدكتور نبيل جنيدي قال ان الجمعية تستقبل فئات مرضى متلازمة داون ومرضى التوحد فقط وتقدم لهم العديد من الخدمات منها علاج النطق والسمع والعلاج الطبيعي وغيرها.

و يوجد كادر مهني في الجمعية أكثر من 25 أخصائي نفسي واجتماعي، وممرضين وأطباء يعملون بالجمعية، ويقوموا على الإشراف على الأطفال بشكل دوري، وتم تخريج أعداد كبيرة من الجمعية البالغ عددهم 67 ويعملون في أماكن مختلفة ويودون مهامهم بشكل أشبه بجيد و  يوجد نماذج حققت انجازات عدة جعلت منهم نماذج نجاح.

وأضاف يوجد أكثر من 800 طفل منهم 150 أقل من أربع سنوات مسجلون بالجمعية من جميع محافظات القطاع ويتلقون العلاج ، داعياً الأهالي إلى إرسال أبنائهم لمساعدتهم في الاعتماد على أنفسهم، و أصبح يوجد وعي لدي الأهالي في الكشف عن المرض في وقت مبكر وهذا يخفف العبء علينا، ويوجد تجاوب من قبل الأهالي بالأساليب والطرق الأزمة للتعامل مع أطفالهم.

وحول وعي الأهالي قالت الاخصائية الاجتماعية سناء أبو مدين بأن هناك وعي ملحوظ في المجتمع الفلسطيني في متابعة أبنائهم الذين يلاحظ عليهم إصابتهم بمتلازمة داون منذ الولادة فتكون استجابتهم للعلاج والتكيف مع المجتمع أكبر بكثير من الذين يتأخر أهلهم وذويهم من ارسالهم للجمعيات والأماكن المختصة.

ووصفت أبو مدين الأطفال المتلازمة داون بأنهم محبوبين ومتقبلون في المجتمع بشكل يختلف عن السابق فكانت نظرة المجتمع لهم سلبية ولدفع الأهالي لجلب أبنائهم ومتابعتهم منذ البداية يتم تعريفهم على نماذج ناجحة من الفتيات والشباب ممن تعلموا الكتابة والقراءة، وتعلم بعض المهن ومنهم موظفون في عدة أماكن.