سائد نجم - النجاح الإخباري -
الطفل الذي كان يلهو بألعاب الدمى وأخرى تتصف بالحركة والمشاركة، أضحى أسير صيحات التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية التي أذهلت الكبار قبل الصغار، فهو يتنقل من شاشة التلفاز مرورًا بأجهزة الحاسوب وصولًا إلى الهواتف الذكية واللوحية.
وبالرغم من أنّ بعض الألعاب الإلكترونية تعود على الأطفال بفوائد كالذكاء وتوسيع المدارك، والتي يقبلون عليها بشكل كبير نظرًا لجاذبية تلك الإلكترونيات وسهولة وسرعة استخدامها، إلا أنّ جملة أضرار -بحسب مختصين- تؤثر على الذاكرة طويلة الأمد، وتؤدي إلى خمول الدماغ وإجهاد الجهاز العصبي وضرر في العينين، وسلبيات أخرى غير مادية يجهلها أغلب الأهالي.
يمرّ الطفل بمراحل تطوّر في التعبير والسلوك والعلاقات، فيبدأ مخزونه التراكمي يُبنى على كمّ من الخبرات والتجارب من خلال اللعب والحديث والعملية التبادلية مع الأهل في المنزل، ومن ثم الأصدقاء في الحارة والمدرسة.
حالة من العزلة والانطواء يدخلها الطفل ما إن يترك تلك الأجهزة، ويوضح مختصون في مجال تربية الأطفال كيف تعيق تطويره النفسي والتربوي، وتحبسه داخل خيالاته التي تمليها عليه تلك الشاشات، مما يؤثر على شخصيته وتواصله الاجتماعي والأُسَري سلبًا.
المشرفة التربوية سوسن عوينة تؤكد لـِ "النجاح الإخباري" أنّ الحلّ يكون بعودة الاُمهات إلى التواصل المباشر مع أطفالهن واللعب معهم، وإعطاء كلّ طفل مساحة للتعبير عن نفسه بعيدًا عن تلك الإلكترونيات.
إلى جانب ذلك، ترى المختصة عوينة أنّه مهما كان سبب انشغال أمهات بشكل أساسي عن أطفالهن سواء على الأجهزة الذكية أو بسبب التحاقهن بوظيفة، أن مسألة الرعاية واللعب مع الطفل وقضاء أوقات مميزة سوياً وحل كثير من المعضلات قبل تطورها.
عوينة تشدد على أهمية ذلك لتعزيز اعتماد الطفل على نفسه في حل مشاكله، وترك فرصة إيجاد أجوبة على كثير من التساؤلات في بداية حياته والتوازن بالاستخدام.