أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - لا بد للعين أن تقف عن الرمش قليلاً وتحدق بتركيز أكثر حين يمر المرء بجانبها، يقشعر جسدك إذا ما حاولت الاقتراب وتذهل أكثر حين تتعرف على حكاياتهم ومآسيهم المنتشرة أسفل الأبراج المتهالكة على أصحابها. 

فماذا عساي أن أفعل هو حال من ضاقت بهم الدنيا علهم يجدون فيها زاوية للسعادة ، يجبرهم العيش على الرضى بالواقع المرير تحت خط الفقر، وتحت صفيح متهالك من الصدأ تتجمع حكاياتهم ، يصبرون لان رزقهم في السماء وما يوعدون.

مشهد أشبه بعشوائيات مصر وأسطحها لكن هذه المرّة في شمال قطاع "غزة" وإلى الغرب من مدينة "بيت حانون" حيث حي الندى السكني .

مراسل "النجاح الاخباري" اقترب أكثر من معاناة السكان أسفل الأبراج ليصطدم بحالات كثيرة .

 تقول المواطنة نهى:" نعيش من قلة الموت هل ما تراه حياة بشر؟ ".

مضيفة " زوجي لا يعمل وليس لدينا  سكن، حالنا أشبه بضائع في الصحراء يبحث عن الماء "

أما المواطن "سعيد" الذي ترتسم على وجهه تفاصيل المشقة والتعب يقول بلسان متلعثم "نسأل الله أن يغير حالنا نتمنى أن تطلع الينا القلوب الرحيمة" .

وأضاف " تعاني زوجتي من مرض نفسي نتيجة الظروف التي نعيشها ".

ولا يختلف حال المواطن "م.ع" المتزوج من امرأتين و الفاصل بينهما لوح خشب رقيق حيث يقول لمراسلنا "  الموت ولا هالحياة، وصلنا عام (2017) ولا تزال حياتنا جحيم، نعيش على المساعدات وهواء ملوّث بالصرف الصحي".

مضيفاً " لابد للوقوف قليلًا اتجاهنا اين المسؤولون؟ وأين القلوب الرحيمة ؟"

وفي سياق الموضوع تقول "أ. سماهر المصري" مديرة إحدى المؤسسات الخيرية التي تنفذ مشروعًا يستهدف الحي المهمش " تعتبر عشوائيات حي الندى من أكثر المناطق التي لا تطاق الحياة فيها، فحال السكان يرثى له، موكدةً أن الوضع الاقتصادي والفقر وعدم توفر السكن الملائم أفرز حالات تعاني من أمراض نفسية".

وعن طبيعة الخدمة المقدمة لهم تقول " نحن في مشروع تقوية الأسر الفقيرة في قطاع غزة ، نعمل ضمن آليات وبرامج معينة يتم من خلالها تقديم المساعدات الغذائية للأسر في حي الندى والعزبة، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي للسيدات بهدف التفريغ النفسي والترفيه ودمج الأطفال في المجتمع"

يذكر أنّ حي الندى هو جزء من الأبراج السكنية التي انشأت مع قدوم السلطة الفلسطينية بالقرب من الأراضي المحررة وتعتبر أكثر الأبراج السكنية سوءًا وتهميشًا.