أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - هي صفة الرجل بعبائته وعقاله المزين بشماغه على راسه ، لم ينقطع في البحث عن حلول المشكلات الاجتماعية التي تقع بين العائلات او المشكلات الاسرية ، ومع ازدياد السكان وهمومهم ازدادت المشكلات ذاتها ، الامر الذي جعل الامور احيانا اكثر تعقيداً ، لكن قد تحل بعد ان ملأت رؤوسهم آلما ووجعاً ، وهو ذاته من تسمع كلمته بين عشيرته ويقرر مصيرها بين العائلات ، "المختار" هو المقصود فيما سبق.

لكن كيف الحال اذا كانت من تقم بهذا الدور هي صاحبة المشاعر الرقيقة والاحاسيس المرهفة ، فلا تستغرب اذا ما سمعت بأن مختارة هي من نجحت في حل قضية ما بين طرفين ، حتى اصبحن اليوم يجدن لغة العرف والعادة.

مراسل "النجاح الاخباري" حاور المختارة فاتن حرب حول عملهم كمختارات في قطاع غزة.

وعن الدور الذي يقمن به في قطاع غزة تقول حرب لمراسنا " الآن وبعد ثلاثة أعوام على عملي، استطعت أن ألقى قبولًا كبيرًا من المجتمع، وتمكنت من حل قضايا مختلفة في موضوع الميراث وفي حضانة الأولاد والطلاق، وغيرها من المشاكل التي تواجهها النساء بشكل يومي في مجتمعنا".

وترى حرب بأن عمل المختارة في غزة يحتاج إلى مميزات عدة، أهمها قوة الشخصية وسعة الصدر والثقافة العلمية والقدرة على الوساطة بين أطراف النزاع.

وتؤكد أن عددًا قليلًا من النساء الغزّيات يتمنين الحصول على هذه المهنة، لما يواجهن من صعوبة فيها، فهي تحتاج إلى نَفَسٍ طويلٍ وهذه الميزة غير متوفرة لدى أغلب النساء.

وحول الصعوبات التي واجهت حرب في معملها مختارة تقول " واجهتُ الكثير من الصعوبات وردود الفعل السيئة والسلبية، أولها رفض المخاتير الاعتراف بي؛ لأنني امرأة معتقدين أنني لا أستطيع مواجهة المشاكل التي تتعلق في هذا الجانب".

وعن طبيعة العلاقة مع المخاتير الرجال ودورهم الاكبر في حل القضايا المجتمعية تقول حرب " "نحن نكمل دور المخاتير ولسنا بدلاً عنهم، فهم لديهم خبرات ونحن نكتسب ذلك شيئاً فشيئاً، وأصبحنا كمختارات قادرات على حل مشاكل كثيرة استعصت على المخاتير والوجهاء ورجال الإصلاح".

مضيفة  "نحن لا نزاحمهم في قضايا الدم والمشاكل المجتمعية بين العائلات، فقط نعمل في المجالات المتعقلة بالمرأة مباشرة".

وحول حاجة القطاع للكثير من المختارات او لعمل المختارة على وجه الخصوص تقول حرب " عندما لمست الواقع الذي تعانيه المرأة في غزّة، أصررت على الدفاع عنها بكل إمكاناتي التي اكتسبتها من دراستي وخبرتي في مجال الدفاع عن الحقوق. لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن كل الأمهات الفلسطينيات يلعبنَ دور "المختارة".

إلى ذلك، فإن هضم حقوق المرأة وتفضيل الرجل عليها يأتيان كحاجة ملحّة لوجود مختارة امرأة مهمتها التعاطي مع كثير من القضايا النسويّة الأساسيّة. فهي أكثر قدرة من الرجل على التعاطي مع هذه المساوئ

السيدة الأربعينية حازت على إعجاب كل من حولها، حتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثنى على عملها وجهودها، وشدد على أن المرأة الفلسطينية تحصل على حقوقها في المجالات كافة، وهي صاحبة قضية وموقف واضح.