عاطف شقير - النجاح الإخباري -
خاص:
ارتبطت ذاكرة الماضي الجميلة لاهالي الزاوية بعيون مائها، هذه العيون التي تميزت بمائها العذب، وتظهر حاجة قرية الزاوية لهذه المياه نظراً لافتقارها لشبكات المياه العامة آنذاك، وكانت نساء القرية تنقل جرات المياه على رؤوسهن لتفي بأغراض البيت من الاستهلاك المنزلي.
تقول الحاجة صفية حمودة: منذ الصباح الباكر نذهب نحن ومجموعة من نساء القرية الى هذه عيون الماء لنملأ جراتنا بالماء، ونوصلها الى منازلنا وهذا لربما يستغرق منا الساعة ذهاباً واياباً، لقد كنا نعاني من مشقة كبيرة في نقل هذه المياه إلى بيوتنا، ولكن الحياة انذاك كانت جميلة برغم قسوتها ومتاعبها، وهذا الامر جعل سكان القرية انذاك يلجأؤون لحفر الابار المنزلية لسد حاجتهم من الماء.
موقع العيون
تقع عيون ماء الزاوية الى الجنوب الغربي من بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت وبمساحة تقدر بـ 300 دونما، ويقع "وادي العين"، الذي سمي بهذا الإسم نسبة الى عيون الماء الستة التي تتربع على جنباته، كما يلف حدوده الزيتون الرومي.
والذي يميز " وادي العين" في الزاوية، انه يعد من اجمل اماكن الترفيه والاستجمام، ويكثر رواده خاصة في فصل الشتاء حينما تقسط الامطار بغزارة و يجري الوادي، وفي فصل الربيع حينما ينبت الربيع وتتفتح الازهار تخرج العائلات الى الطبيعة في ايام العطل للاستمتاع بجمال الطبيعة وروعتها .
عيون الزاوية
يقول المهندس عمر السلخي مدير الاعلام والعلاقات العامة في محافظة سلفيت يوجد مسميات لهذه العيون والتي منها: العين الشرقية: تسمى بذلك لأنها تقع إلى الشرق من كل العيون الموجودة، والعين الوسطى: تسمى بذلك لانها تتوسط عيون الماء كلها، وعين الدرج: تسمى بذلك لانها تحتوي على درجات حجرية، والعين العميقة: تسمى بذلك لأنها كانت عميقة يصعب الوصول إلى مياهها، وعين عقربا: تسمى بذلك نسبة لأهل بلدة عقربا بسبب حفرهم لها عند سكنوا في بلدة الزاوية.
إهمال العيون
تتعرض عيون المياه منذ فترة طويلة للإهمال، فمعظمها تم اندثارها بفعل العوامل الطبيعية وتم تغطيتها بالاتربة والحجارة، بسبب السيول في فصل الشتاء، بالاضافة الى تراجع الزراعة والاهتمام بها في تلك المنطقة، والاخطر ما تعرضت له العيون عام 2015 من التدمير واعمال الحفريات بحثا عن الاثار، الامر الذي ادى الى تدميرها بالكامل.
البلدية حاضرة
وللحفاظ على عيون الماء من الاندثار والاهمال، نفذت بلدية الزاوية العديد من الزيارات مع الوزارات المختصة للمنطقة مثل سلطة جوده البيئة والاثار والزراعة، لاطلاعهم على واقع العيون وما تعانيه هذه المنطقة الاثرية من اهمال، وابراز الحاجه الملحة لترميمها وحمايتها والحفاظ عليها، وتعمل البلدية بشكل دوري على صيانة الطرق الزراعية لتسهيل وصول المواطنين اليها.
رئيس بلدية الزاوية نعيم شقير يرى ان هناك حاجة ماسة لتدخل فوري من قبل وزارات الاختصاص لتنفيذ مشروع طارىء لحماية عيون الماء والحفاظ عليها. كما ان الاهالي في بلدة الزاوية يؤكدون على ان تلك العيون تمثل تاريخ وذكريات الاباء والاجداد ويجب الحفاظ عليها وتطويرها، لتشكل حاضنة ومتنزه سياحي للعائلات والشباب والاطفال.
افكار مشاريع
واضاف شقير،ان عملية الحفاظ على تلك العيون واستثمارها تتطلب تنفيذ مشروع سياحي زراعي متكامل يتضمن تعبيد طريق العين، وبناء جدران استنادية حول مجرى المياه وترميم العيون وصيانتها، اضافة لتركيب مضخات لري المزروعات مما ينعكس ايجابا على واقع الزراعة التي تم هجرانها في تلك المنطقة، وانجاز "منتزه العين" الذي سيشكل متنفسا للعائلات والاطفال من خلال توفير المقاعد والمظلات وزراعة الاشجار وتجهيز الجلسات العامة .
هذا وقد اقترح المهندس عمرالسلخي تاهيل مجرى المياه من عند بئر الزاوية وترسيم الطريق من واد اعمر وكركرتها بعد تاهيل مجرى المياه وتعبيده ليصل بطريق خلة الرهبان، وبالتالي وصول السيارات من داخل البلد، من جانب مدرسة البنات الثانوية، وللضيوف من خارج البلدة من منطقة واد اعمر، وتوصيل خدمات الكهرباء واضاءة المنطقة.
ورب سائل يسأل هل ستلقى مناشدة بلدية الزاوية وسكانها ، آذانا صاغية للتدخل الطارئ لاعادة الحياة لعيون الماء فيها، وخصوصا انها تتعرض للتخريب والتدمير بشكل مستمر، حيث يبقى الجواب رهنا بقرار حكيم من وزارات الاختصاص في الزراعة والاثار والبيئه والمياه والمؤسسات الاهلية العاملة في ذات المجال.