عزيزة ظاهر - النجاح الإخباري - فقدانهم البصر لم يفقدهم بصيرتهم التي تقودهم باستمرار نحو "مكتبة البصيرة للمكفوفين" التي افتتحت قبل نحو عام في جنين لتصبح الأولى من نوعها بالضفة الغربية بالنظامين الصوتي والمقروء، وجدت لأجلهم، فكانت لهم خير صديق في زمن قل فيه الأصدقاء، حيث يجدون أنفسهم يطالعون ويبحثون في رفوف بيتهم الثاني رغم محدودية الكتب، ويغوصون في محيط الشبكة العنكبوتية، "ياسمين ضراغمة" (23)عامًا كفيفة من طوباس تُحضِّر رسالة الماجستير في القانون في جامعة النجاح الوطنية، وفرت لها مكتبة البصيرة للمكفوفين بيئة دراسية مريحة ومرنة طيلة فترة دراستها الجامعية، وتعتبر مرجعًا هامًّا لها لتحضير رسالة الماجستير، أما الثلاثيني "عبادة خمايسة" من بلدة اليامون قرب جنين و يعمل مدرِّسًا في مدرسة النور للمكفوفين اعتاد على زيارة المكتبة بعد انتهاء دوامه للبحث عن كل ما هو جديد في سبيل الإرتقاء بمستوى طلابه.
المكتبة طورت قدراتي التقنية والتكنولوجية من خلال البرامج الخاصة بالمكفوفين والإنخراط ببرامج التواصل الاجتماعي، الحديث هنا للكفيف العشريني "بهاء خمايسة" واصفًا المكتبة ببيته الثاني لقضائه أوقاتًا طويلةً في رحابها بحثًا عن سبل التعلم والمعرفة بعد تخرجه من جامعة القدس المفتوحة .
جمعية ملتقى البصيرة
يقول "معين محاجنة" رئيس مجلس إدارة الجمعية "إنّ جمعية ملتقى البصيرة للمكفوفين هي مبادرة شبابية لمجموعة من الشباب المكفوفين في محافظتي جنين وطوباس للإرتقاء بواقعهم وقدراتهم وطاقاتهم التي لا يستهان بها، وتبلورت الفكرة بجمعية خيرية غير ربحيّة وانطلقت عام (2011)، وقدّمت للمكفوفين خدمات متنوعة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية، ووفق "محاجنة" فإنّ أهم ما يميز الجمعية أنّ من يديرها هم شباب مكفوفون ،مبدعون، و متميزون، وصل عددهم إلى (200) منتسب أثبتوا للمجتمع أنّ إعاقتهم لا تلغي طاقتهم، ومشروع مكتبة البصيرة كان أحد أهم مشاريع الجمعية ".
200 كتاب بلغة بريل
ساهمت المكتبة بشكل فعّال في توفير البيئة الثقافية للمكفوفين بالنظامين المسموع والمقروء، وأشار "مصطفى أبو راس" أمين سر الجمعية أن المكتبة تضم عشرات المصاحف المطبوعة بطريقة بريل ومنها الناطقة، و(200) كتاب مطبوعة بلغة بريل تتنوع بين الثقافية والدينية والعلمية والقصص، إضافة إلى كتب نصية تجاوز عددها(4000) كتاب على شكل ملفات "وورد" تقرأ من خلال البرنامج الناطق "قارئ الشاشة"
صعوبات وتحديات
طالبت "سلام الحاج" المديرة الإدارية في الجمعية بضرورة توفير أوراق بريل للطباعة و طابعة حديثة من نوع "اندكس بوكس" ليتمكنوا من طباعة جزءًا من الكتب الموجودة ضمن ملفات "الوورد"، وأجهزة حاسوب فجهاز حاسوب لا يكفي لعشرات المكفوفين، مبيّنة أن من أبرز الصعوبات التي تواجههم ضيق القاعة التي لا تتسع إلا لخمس خزائن في كل خزانة خمس رفوف سيما أنّ عدد المنتسبين في تزايد.