أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - ما ان تهب نسمات الربيع الخفيفة في بيت حانون ، وفي فصل ربيعها المميز عن باقي مناطق قطاع غزة ن فأن شيئاً يرد الروح الى الجسد ، وتحت ظلال الشجر الي يتزين بحبات البرتقال وزهر الليمون ، كانت تحلو الجلسات العائلية ، واينما وليًت وجهك فأن اللون الاخضر يجلب عيونك على مد البصر .

هي بيت حانون قبل عام 2000 وبعد سبعة عشر عاماً من تجريفها خلال سنوات الانتفاضة الثانية ، فأن سكانها اليوم يحلمون ويتذكرون تلك الايام ، بل يحسد من يحظى بشجرة حمضيات في ساحة بيته ، هو واقع تعيشه المدينة الحدودية التي تمثل نسبة الارض الزراعية فيها ما يزيد عن خمسة وسبعون بالمئة .

واليوم كيف هو حالها مع دخول فصل الربيع فالحاجة دلال " 60 عاما" تستذكر وتعود بنا الى تلك الايام وتقول " عسى ان تعود تلك الايام من داخل المنزل كنا نشم رائحة الزهر والربيع ، واليوم نتحسر على تلك الايام ونكتفي بالذكرى".

اما الحاج هاني يقول لمراسل النجاح الاخباري " ان الزهر الذي كنا نراه ونحظى به لم يتمكن احفادنا اليوم من رؤيته ، ويضيف " نكتفي بالحديث لهم عن ايام الربيع والبيارات والشجر ".

وبين دلال وهاني تعود الحاجة عائشة التي هاجرت من قرية دمره المحتلة عام 48 الى بيت حانون " شتان بين تلك الايام واليوم فان الشجر كان يغطي البلد من كل الاتجاهات ، وتضيف كنا في وقت الربيع نلعب ونجمع الزهر لنصنع منه الاساور والعقود الوردية الطبيعية ".

وقد يسأل احداً لماذا لم تزرع بعد ان جرفها الاحتلال ، لتكمن الاجابة في غطرسة الاحتلال الذي يمنع زيارة الاشجار المثمرة على الحدود بحجة دواع امنية ،وهو ما جعل المزارعون يلجؤون لزراعة القمح والشعير كزراعة موسمية في بيت حانون

المزارع يونس "45 عاماً" يقول " تعتبر زراعة القمح والشعير اليوم هي اساس زراعتنا ، وكما ترى لا توجد أي شجرة على طول الحدود ، مضيفاً " نأمل بأن يسمح لنا بزراعة الحمضيات ونتحسر على تلك الايام وهذه الاراضي الواسعة بلا زراعة ".

اما المزارع ابراهيم من بيت لاهيا والذي يعمل في بيت حانون يقول " خصبة التربة ووفرة الاراضي الزراعية جعلتنا نعمل في بيت حانون لكن المشكلة التي تواجهنا هي اننا مقيدون بزراعة موسمية فقط، ممنوعون من زراعة الاشجار ،وهذا العام زرعنا القمح والشعير بعد ان انتهينا من الخضار ".

وفي لمحة عن بيت حانون باعتبارها جنة القطاع وسلته الغذائية ذات يوم مراسل النجاح الاخباري التقى المؤرخ م. محمود الزعانين صاحب كتاب بيت حانون تاريخ وحضارة ليقول "  تاريخياً تميزت بيت حانون بالزراعة ، فتربتها الخصبة ساعدتها كثيراً لتكن سلة القطاع الغذائية فاشتهرت بزراعة الحمضيات واليوم اصبحت ارض جرداء قاحلة بفعل تجريفها من الاحتلال ".

ويضيف المؤرخ " كان الربيع في بيت حانون له طقوس مميزة ، فالاطفال يلبون ويلهون بين الاشجار والزهور ،وباقي العائلة تجلس في البيارات وتحت الشجر ، وهذه الايام اصبحت من الماضي الذي يجول في ذاكرة الكبار ".

وعن الربيع ذاته فأن عجائز بيت حانون والمدينة كان يحلو لهن الغناء والاهازيج التراثية الربيعية منها "صافٍ الصيف وارعن الدوالي ...وطلعنا لبيضل روسال علالي"