يافا أبو عكر - النجاح الإخباري - - نصفُ مَرضى غزة الذين يحتاجون للعلاج في الخارج ممنوعون من مغادرتها من خلال حاجز بيت حانون "إيرز"، بسبب إجراءات الاحتلال الصارمة بحقّهم، وخاصة أنّه تمّ منع مرضى القلب والسرطان وغيرها من الأمراض المستعصية من السفر للتوجّه لمستشفيات الضفة الغربية والقدس والداخل، التي تعاقدت معها وزارة الصحة.
إنّ معاناة المرضى في قطاع غزة لا تتوقّف عند حدّ المنع من السفر، بل هناك عدد من الإجراءات التي تَتّبعها تلك القوّات داخل المعبر بحقّهم، من بينها إعاقة المرور والتفتيش والاحتجاز لساعات والاعتقال، فضلًا عن العرض على جهاز المخابرات، ومحاولة ابتزازهم، ومساومتهم على السماح لهم بالمرور مقابل تزويدهم بمعلومات ذات طابع أمني، ليصبحَ المعبر عبارةً عن مصيَدة تتخذها قوّات الاحتلال للإيقاع بأصحاب الحاجات المُلحّة وعلى رأسهم المرضى.
وأوضح مدير دائرة العلاج بالخارج في القطاع "د. بسام البدري" قائلًا: إنّنا دائرة العلاج بالخارج التابعة لوزارة الصحة بالسلطة الفلسطينية، وبتعليمات من الرئيس "محمود عباس"، ووزير الصحة نعمل كلّ ما بوسعنا من أجل إنهاء إجراءات أيّ مريض يتأكد من حاجته الماسّة للعلاج في الخارج، خاصّة مرضى السرطان والقلب، ونستكملُ كلّ الإجراءات من حجز موعد، واستصدار تحويلة، والتقدّم بطلب للحصول على تصريح مغادرة من الاحتلال الإسرائيلي."
وأكّد أنّ كثيرًا من المرضى توفّوا وهم ينتظرون صدور التصريح، والبعض تفاقمَتْ حالتهم الصحيّة قبل صدور التصاريح، مؤكّدًا أنّ الجانبَ الإسرائيلي يُمارس إجراءات قاسية وصعبة بحقّ المرضى.
ومِنْ جانبه أكّد برنامج "العون و الأمل لرعاية مرضى السرطان" أنّ نسبة المرضى المسجّلين لديه سجّلت ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية (2016)، حيث تُسجّل (12) حالة سرطان جديدة على الأقلّ كلّ أسبوع، معتبرًا أنّ هذا الرقم يدعو إلى القلق، لأنّ البرنامج لا يسجلُ كلّ الحالات في القطاع.
وأوْضح البرنامج أنّ معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزّع بيْن سرطان الثدي لدى الإناث، وسرطان الدم لدى الأطفال، وسرطان القولون لدى الذكور.
موضحًا أنّ سلطات الاحتلال رفضت (62%) من طلبات الفلسطينيين المقدّمة للسفر عبر "معبر بيت حانون"، إمّا لدواعٍ أمنيّة، أو لأنّها ما زالت قيد الدراسة والفحص.
كما دعا البرنامج وزارة "الشؤون المدنيّة" إلى وضع قضيّة تصاريح المرضى على رأس سلّم اهتمامها، وطالبها بوقف العمل مع إسرائيل في حال لم تستجب لمطالبهم بتسهيل سفر المرضى للعلاج، خاصّة أنّ معظمهم سافر على الأقل عدة مرات عبر "ايرز"، كما وجّه البرنامج رسالةً لوزارة الصحة قائلًا: في حال الرفض للعلاج داخل مشافي الخط الأخضر، سيكون السفر إلى الأردن هو الحل الوحيد لإنقاذ الحياة، وعلى وزارة الصحة عمل خطة طوارئ بديلة لحلّ هذه المشكلة الدائمة، لإنقاذ حياة المرضى.
ودعا البرنامج المؤسسات الدولية الإنسانية وتحديدًا منظمة "الصحة العالمية" لمواصلة التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ حياة مرضى السرطان في غزة، واتخاذ التدابير اللازمة لحل الأزمة القائمة، التي تضمن استمرارية تقديم الخدمة الصحيّة المناسبة لمرضى السرطان في غزة.
ومن الجدير ذكر أنّ برنامج "العون والأمل لمرضى السرطان"، يقدّم خدماته لما يقارب (2650) مريض سرطان من قطاع غزة، وبلغ عدد مرضى السرطان (7069) مريضًا مسجّلين ضمن "مركز رصد الأورام" في قطاع غزة بواقع (130) حالة سرطان شهريًا، وحسب التقرير الصادر عن "وزارة الصحة" في ديسمبر (2015) إنّ أكثر أنواع السرطان شيوعًا في قطاع غزة هو سرطان الثدي، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الرقم في ازدياد مستمرّ.
ويصيب السرطان كلا الجنسين في فلسطين، وقد توزعت حالات السرطان الجديدة المُبلّغ عنها في العام (2016) حسب الجنس، بواقع (51%) من الإناث، و(49%)من الذكور، أمّا الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان فتوزعت بواقع (54.2%)من الإناث، و(45.8%) من الذكور.
وأكّدت مؤسسة حقوقيّة فلسطينية، على تزايد أعداد المرضى الذين ترفض السلطات الإسرائيلية السماح لهم بمغادرة قطاع غزة عن طريق معبر "بيت حانون - إيرز"، للسفر وتلقّي العلاج في الخارج، ما بات يهدّد حياتهم.
وأوضحتْ أنّ السلطات الإسرائيلية وسّعت الفئة العمريّة التي تخضع للفحص الأمني، لتصبح ما بين (16 - 55) عامًا، بعد أنْ كانت في السابق تنحصر ما بين عمري (16 - 35) عامًا، وهو ما يعني زيادة التضييق على المرضى الذين ينوون السفر، ويشكل مرضى السرطان منهم ما نسبته (50% - 60%).
وأشارت إلى أنّ سلطات الاحتلال تحاصر الفلسطينيين في قطاع غزة، وتحجب في الوقت نفسه العلاج عن المرضى منهم بشكل متعمد وعشوائي، لتطالَ بذلك مختلف الفئات العمرية وحتى الأطفال لتحقيق أهداف سياسيّة، كما تُميّز بين الحالات المرضيّة على أساس حالات تنطوي على تهديد الحياة، وحالات تعتبرها من الدرجة الثانية، في شكل من أشكال العقاب الجماعي، وفي مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
يشار إلى أنَّ إسرائيل فرضت على قطاع غزة حصارًا مشددًا منذ عشر سنوات، حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام (1948)، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.