ساري جرادات - النجاح الإخباري - لم يعد الأمر غريبًا على قطاع الشباب، أن تجد مهندسًا يمضي أوقاته في التعكز على بضع أقلام ملونة، ويمتطي أوراقًا يفرغ عليها واقعه وأحاسيسه وثنايا مونولوجه الداخلي.
على الرغم من حالة عدم الرضا التي تجتاح كيانها، فما زالت تلقي بظلالها وأنفاسها وترسم وتلون ما يطيب ويحلو لها، وكيفما أرادت.
تحمل الشابة وعد الزعتري (23 عامًا) من مدينة الخليل، شهادة البكالوريوس في هندسة التصنيع الغذائي من جامعة الخليل، وعلى الرغم من عدم إجادتها للطهي والعلاقة السطحية التي تربطها بالأغذية والأطعمة، إلا أنها وجدت نفسها مضطرة لدراسته، وسلوك منحىً بعيد ٍعن رغبتها في دراسة المختبرات الطبيّة لأسباب رفضت الإفصاح عنها.
وقالت الشابة الزعتري لـ "النجاح الإخباري": كنت دائمةَ المشاركة في النشاطات المدرسية، ومسؤولة لجنة الحائط المدرسيّة، وكانت معلماتي توكل إليّ مهمات إعداد المجلات وتزيينها والرسم عليها، فتولَّدت لدي رغبة في عمل الأشغال اليدوية وتصنيع الميداليات، بالإضافة للرسم والتخطيط.
تضيف "أستخدم أقلام تحبير متنوعة وبدرجات متفاوتة، بالإضافة لأقلام فحم كربوني وأقلام تسييح الفحم، وأتجلّى وقتيّ العصر وغروب الشمس فَتُولَد في نفسي رغبة جامحة في ممارسة حياة الرسم"، وتعتبر الزعتري الرسم متنفسًا للإنسان في البحث عن ذاته، وواقعًا جميلاً يستطيع من خلاله مقاومة الهزل والوهن الذي قد يُودي بالعقل نحو الاندثار.
تتابع "انقطعت ما يقارب تسعة أعوام عن ممارسة الرسم، وفي سنتي الجامعية الثالثة أقامت الجامعة معرضًا للرسم، فوَدَدْتُ المشاركة به، ورسمت لوحة بعرض مترين وارتفاع متر ونصف، لكلية الزراعة التي كنت أتلقى فيها تعليمي الجامعي، واستغرقت (40) ساعة، وحازت على إعجاب إدارة الجامعة وعلّقتها في مبنى كلية الزراعة."
أما عن سبب عدم بيع لوحتها، فتُرجعه الزعتري إلى ما وصفه الناس "بالثمن الباهظ"، فيما تؤكد الزعتري أن ثمن اللوحة لا يتجاوز الخمسين شيقلاً، ورسمت حوالي (300) صورة كرتونية وشخصية ولم تبعْ منها سوى اثنتين، رغم حاجة اللوحة الواحدة على الأقل لأربع ساعات متواصلة من الانشداد والتركيز لإنجاز اللوحة.
وختمت حديثها ل "النجاح الإخباري": أسعى لتنظيم معرض لرسوماتي خلال الفترة القادمة، وتحقيق طموحي في زيادة إتقاني للرسم الكرتوني، وتصميم الشخصيات، لأكون قادرة على المنافسة محليًّا وعالميًّا، وتضمين رسوماتي في قصص موجهة للأطفال ودفاتر تلوين"، وتؤكد تعلقها الشديد بالرسم وسعيها الدائم لتطوير مهاراتها.