يافا أبو عكر - النجاح الإخباري - مقهى نسائي مكتوب على مدخله "للنساء فقط"، حيث لا مكان للرجل فيه، حتى أن جميع العاملات فيه شابات، اللواتي عبرن عن ارتياحهن في افتتاح أول مقهى مُخصص لهن في قطاع غزة، والأجمل أن المقهى يحتوي على زوايا متنوعة  مما لاقى إعجاب الزائرات، وجعل الاقبال عليه غير متوقع.

طلبا للحرية والخصوصية، اختارت 3 فتيات فلسطينيات خريجات  افتتاح أول مقهى للنساء بغزة، منفتح على الثقافة والتسلية .

"تخرجتُ وصديقتي من الجامعة، لكننا لم نحصل على وظيفة، فطرحنا على بعض تلك الفكرة وهي تأسيس مقهي خاص بنا

اشارت هبة الحاصلة على الماجستير، إن الكافيه  يتضمن عدة زوايا من ضمنها لعب البلياردو وتعليمها والشطرنج، وهناك زاوية الفنون والهدايا، وزاوية الشعر والأدب والقراءة وهي جلسة عربية، لافتة إلى أن ذلك استعداد لتشكيل صالون أدبي نسائي.

واكدت  إلى أنه غير مسموح للذكور التواجد في المكان خلال ساعات عملهن، مبدية ارتياحها للإقبال على المكان بعد أسبوعين من افتتاحه.

صاحبة فكرة المقهي هبة  وهي تباشر مشروعها الحلم برفقة صديقتيها دعاء وياسمين، من أجل توفير مساحة من الحرية للنساء لممارسة هواياتهن الرياضية والترويح عن أنفسهن، بعيدا عن ضجيج المقاهي المُختلطة.

الفتاة هبة قالت خلال حديثها انها تدير كافة متطلبات الكافي بنفسها هيا وصديقاتها.

ويشغل "الكافي" النسوي الطابق الثالث من مبنى نادي الجلاء الرياضي، منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة مساءً، فيما يبدأ ذات المكان باستقبال الشُبان عقب الخامسة.

أوضحت هبة أنهم واجهوا الانتقادات خلال تنفيذ الفكرة لاسيما أن المجتمع الغزي ذكوري بامتياز، معتبرة أن الموضوع أصبح عبارة عن تحدي لتلك الانتقادات خاصة وأن هناك تأييد كبير لإنشاء المقهى قائلة: "شعرت بأن بعض الفتيات استنجدوا بالفكرة ونسبة التأييد كانت الأكبر، وهذا يجعلنا نٌفكر بالتوسع".

كما يظهر في المكان الصور التي التقطت من داخل المقهى أن كل شيء في المحل يأخذ الطابع الأنثوي

 المقهى النسائي جميع العاملات فيه شابات يخلو تماما من اعين الرجال التي لطالما كانت تُلاحقهن في المقاهي المُختلطة، المقهى النسائي يجعلهن يتحدثن بما يحلو لهم، دُون يُنظر إليهن من الجنس الآخر أنهن يفعلن ذلك لجذب الرجل، فهنا لا مكان للرجال.

 

فتاة من الزائرات عبرت عن سعادتها بوجود المقهى، مؤكدة أنه على الأقل يخلو من أعين الرجال التي قد تسبب بعض المشكلات في المقاهي المُختلطة المعروفة، فالمقهى النسائي يجعلهن يتحدثن بما يحلو لهم، دون أن يتعرضن لأحكام قاسية، وتدخلات في حريتهن.

وتضيف الفتاة : "الفتاة في غزة تذهب للمقاهي والمطاعم المختلطة لترى الطرف الآخر، ولكن نحن الفتيات اللواتي لا نستطيع الذهاب لتلك الأماكن، بحاجة لمقهى خاص بنا نشعر فيه بالراحة والطمأنينة"، داعية النساء لزيارة المكان والتعرف عليه كونه مميزا.....

تقول هبة "في البداية كنت أشعر برهبة، هناك من حاول أن يضع بعض العراقيل أمامنا لإحباطنا، ولكننا  تحدينا كل العقبات". ومن هذه العقبات، تخبرنا أنّها بقيت شهرَين تبحث عن البقع المناسبة لإقامة مشروعها، بالإضافة إلى مواجهة آراء متشائمة من بعض المقربين حول نجاح الفكرة وتخوّف صديقاتها وشريكاتها في المشروع من الفشل، خصوصاً أن المؤشر الاقتصادي في غزة آخذ في الانخفاض.

تطمح الصديقات الثلاث في الوقت الحاضر ، لإنشاء عدة أفرُع "للكافي" مُستقبلاً، خاصة أن الإناث رحبن بالفكرة وطالبن بزيادة ساعات العمل، "لمّا وجدن فيه من راحة وطمأنينة أثناء تواجدهن بالمكان"