النجاح الإخباري - وزارة الإعلام/نور حميدان: تندهش ناظريك للوهلة الأولى تعيدك إلى ماضٍ مليء بالقدامة والعراقة بين جمال التصميم ودقة الحجارة ، لتتخلخل بداخلك رائحة تراث قديم ، لكن سرعان ما تختفي دهشتك تجد نفسك أمام مكان عريق بات مكباً للنفايات ، في ظل صراعٍ يطرح نفسه لمعرفة من المسؤول عن الإهمال والتخريب الواقع في مثل هذا التراث الإنساني العظيم؟؟
في العام 1979 وجد أكبر مدرج روماني في فلسطين ، بوابة منزوية بين العديد من البيوت في منطقة رأس العين بمدينة نابلس. يبلغ قطره 100م وهو من أهم معالم مدينة نيابولس الرومانية. يعتبر جزء لخريطة كاملة لمدينة رومانية مندثرة تحت المباني والركام حيث تمتد هذه المدينة من أطراف جبل جرزيم نزولاً لشارعٍ روماني قديم لم يتبقى منه اليوم سوى مقطع صغير يوجد داخل مدرسة ظافر المصري ، ثم يرتقي الشارع نحو المدرج ، الذي هو أضخم مما تتخيل.
أوضح مدير عام حماية الآثار في وزارة السياحة والآثار الأستاذ صالح طوافشة أن المدرج الروماني يعود للفترة الرومانية ، مشيراً إلى أنه خلال القيام بأعمال البنية التحتية تم الكشف عن المدرج وبقي مهمل طوال فترة سيطرة الإحتلال ، حيث شهد العديد من إعتداءاته ، وأضاف أن وزارة السياحة والآثار في 1994 وضعت هذا الموقع على خطة التطوير.
يقول طوافشة "المدرج الروماني ليس مكباً للنفايات وإنما تتطاير النفايات الخارجية عليه" ، وأضاف وزارة السياحة والآثار واجهت إشكالية كبرى لحمايته والإهتمام به بكونه ملكية خاصة لأهم العائلات في مدينة نابلس "عائلة المصري" ، حيث أن الوزارة تحاول إعادة إستملاكه وتسجيله لصالح خزينة الدولة وربطه بالمواقع الأثرية كغيره من الأماكن السياحية القديمة في مدينة نابلس مثل بلدة سبسطية وتل بلاطة.
أشار أحد أفراد عائلة المصري راسم محمد المصري أن المدرج الروماني يعتبر اكبر مدرج من ناحية العرض في الشرق الأوسط ، وأن المدرج كان تحت وصاية الإحتلال الإسرائيلي في العام 1979 حتى نهاية الإنتفاضة الأولى ، وأكد أن الأرض المقام عليها المدرج الروماني هي ملكية خاصة لعائلة المصري ، لكن بعد الكشف عن المدرج أصبح ملكية لصالح الدولة الفلسطينية ، في حينها قدمت وزارة السياحة والآثار تعويض مالي لعائلة المصري التي رفضت التعويض لعدم بيعهم لأرضهم ، ومنعت العائلة من البنيان عليه بإعتباره آثار تابعة للدولة. وأضاف أن وزارة السياحة والآثار لم تتنازل عنه لعائلة المصري وفي حين حصولهم على ملكيته سيتم العمل على ترميمه بالشكل المناسب. وأوضح المصري أن المدرج الروماني لم يعد فقط مكباً للنفايات بل سرق منه العديد من الآثار القديمة التي كانت في داخله من قواعد العمدان المحاطة بالمدرج والفسيفساء الموجودة على جانبيه ، وطاولة من التراث القديم وجمجمة أثرية ، وغيرها العديد من الآثار ، فضلا عن عمليات الحفر التي شهدها المدرج والتي وصلت لمنصة المدرج ، مشيراً إلى أن وزارة السياحة والآثار أقامت الباب الخارجي للمدرج لحمايته ووضعت المفتاح بيد صاحب محل البقالة بجانب المدرج.
وبدوره أكد مدير مركز تنمية موارد المجتمع في البلدة القديمة أيمن الشكعة أن البلدية تقوم بإرسال متطوعين لتنظيفه والاهتمام به بين عام والآخر كغيره من المواقع الأثرية ، مشيراً إلى أن المدرج بوضعه هذا تلقائيا سيبقى مهمل خاصة في ظل غياب الاهتمام به من قبل وزارة السياحة والآثار التي من الممكن أن تتعامل مع المؤسسات المعنية لتهيئته من جديد. وقال الشكعة المدرج الروماني ليس ملكية خاصة وإنما هو موقع أثري يقع تحت سلطة وزارة السياحة والآثار.
وخلال زيارةٍ للمدرج الروماني إتضح أن المدخل الرئيسي غير مقفل ، فمن يريد الدخول بإمكانه الدخول ، فهو أبشع مما تتخيل حيث الحشائش طغت على المدرجات. وحجارته الدقيقة مندثرة في كل مكان ، تملأه النفايات والحشرات لترسم إطلالة هذا التراث القديم.
تساؤلات عديدة تطرح؟؟؟؟ المدرج الروماني في مدينة نابلس لمن يتبع؟؟ ومن المسؤول عنه؟؟؟ وهل هو ملكية خاصة؟؟؟ ولماذا بات مكباً للنفايات؟؟ ومن السبب في غياب الإهتمام به ليصبح من أضخم مدرج روماني إلى مكبٍ للنفايات؟؟؟، خاصة أن غالبية أفراد المجتمع ليس لديهم العلم بوجود مثل هذا المدرج في بلادهم.!!!