دعاء ابو جزر خريجة اعلام من جامعة الأقصر وتعمل حاليا مديرة قسم الدراما بإذاعة الاسراء من مواليد 1991, أوضحت لـ"النجاح الإخباري" أن فكرة الكتابة ليست وليدة لحظة بل كانت الكتابة جزء من الطقوس التي تعيشها.
واصدرت دعاء كتاب كرز المدينة هو مجموعة من النصوص التي تحاكي مشاعر رواد المدينة .. الحب . الخيبة الوجع التضحية الشهداء زوجاتهم وأبنائهم بنصوص مدهشة, وأشارت غلى أنه ليس هناك ضابط للرواية في الوطن العربي منوهة إلى أن الكاتب الذي يحاول التميز وإقناع جمهوره بما يكتب يحاول هو وضع الضوابط الخاصة بالنشر.
وأضافت, "بدأت الكتابة بعد الحرب الأخيرة على غزة عام 2014 ومنها راودني كرز المدينة بتفاصيله وكان الكرز الأحمر الأكثر قربا لقلبي مع تفاصيل الدم والأحمر الذي أغرق المدينة", وتابعت, "عانيت كثيرا ليخرج الكتاب للنور بدء من عدم وجود دور للنشر في غزة واستمرت المعاناة مع محاولاتي المتكررة للسفر ومناشدة الجهات المختصة بذلك حتى تمكنت وبعد عامين من المحاولات السفر عبر معبر رفح إلى جمهورية مصر العربية وطباعة الكتاب هناك".
وكشفت انتماء البربري أنها بدأت الكتابة منذ سنوات، وأضافت لـ"النجاح الإخباري", "بدأت عندي موهبة الكتابة من صفوف مدرسية مبكرة، وجدت جو تشجيع عام داخل المدارس وبالتالي ما وقفت عند الموهبة حيث بدأت أقرأ اكتر وأتعرف على كلمات جديدة في الأدب العربي ومصطلحات جديدة في الأدب العام وعلى هذا لأساس بدأ مشواري الكتابي".
وتابعت, "عندما انتهيت من كتابة رواية الأولى, عرضتها على صديقة كاتبة مصرية بغرض التدقيق وليس النشر، بعد فترة عرضت عليا انشرها في دار نشر مصرية، وفعلا الدار وافقت تنشر الرواية بعد التدقيق وتوقيع عقد يلزم الطرفين، وتم النشر".
وأوضحت أن الرواية تتحدث عن فلسطين بشكل عام وعن النزاعات داخل النفس بشكل خاص، حيث تناولت فيها حال أسر الشهداء, ومشاهد الحرب والكبت, وأفكار عمل الشباب والشابات من ناحية أخلاقية، فضلا عن فكرة الهوايات الملونة والحدود، وأضافت, "شعرت بالقصور في التفاصيل بعد النشر, الأمر الذي أدركته لاحقًا ليتم معالجته في الروايات المقبلة.
وأشارت إلى أن المشكلات التي واجهتها تكمن في عدم وجود حلقة وصل بين دار النشر التي تعاملت معها وبين مكتبات غزة وبينت أنه حتى الآن روايتها غير موجودة في قطاع غزة عدا عن صعوبة الحصول على نسخ الكاتب بسبب الاغلاق المستمر للمعبر موضحة أن روايتها تحمل اسم "تعرينا الا قليلا".
وصدر للشاب عمر زهير الذي يدرس الهندسة المدنية, كتاب " لم يحالفنا القدر " ، واتخذ من الكتابة متنفس ومهرَب من الواقِع المرير الذي نعيشه في قطا غزة, حيث يعتبر الكتاب عبارة عن مجموعة من النصوص الأدبية ، يتحدث فيها عن مشاعر عديدة و أخرى متناقضة، والكثير من الخواطر التي تختلج الذات.
ونوه إلى أن أبرز المشاكل الذي يواجها الكتاب في قطاع غزة تكمن في العثور على دار النشر المناسبة، بالاضافة إلى تكاليف النشر المرتفعة, فضلًا عن عدم القدرة على المشاركة في المعارض الدولية التي يرسل لها كتاباته .
ويعاني الكاتب يسري الغول الحاصل على درجة البكالوريوس- قسم اللغة الانجليزية، من الجامعة الإسلامية في غزة، والماجستير من قسم دراسات الشرق الأوسط، من جامعة الأزهر بغزة من انتشار ظاهرة التأليف دون متابعة أو اهتمام من قبل الجهات الرسمية, وأضاف لـ"النجاح الإخباري", "جيد أن يكون هناك إصدارات أدبية ولكن المشكلة أنه لا يوجد مكتبة وطنية ودور للنشر ووزارة الثقافة واتحاد كتاب فاعلين في ظل حالة الانقسام التي يعيشها الوطن", مشيرًا إلى أن الإصدارات قليلة مقارنة بغيرها من الدول، بل تكاد تكون منعدمة, وكشف أن الإصدارات التي تخرج إلى النور ليست بالضرورة ذات قيمة لأن طباعتها غالبًا ما تكون على نفقة أصحابها، وليس بدعم من مؤسسات حقيقية تسعى لإبراز النوعية في الكتابة.
ونشر الغول في العديد من الصحف والمجلات الدولية والعربية والمحلية منها (على موتها أغني) مجموعة قصصية، مركز أوغاريت للنشر والترجمة، رام الله، 2007, و(قبل الموت.. بعد الجنون) مجموعة قصصية، مركز أوغاريت للنشر والترجمة، رام الله، 2010, و(الموتى يبعثون في غزة) قصص، دار فضاءات للنشر والتوزيع، الأردن، 2015, و(خمسون ليلة وليلى) قصص، دار فضاءات للنشر والتوزيع، 2016
يُشار إلى أن الإنقسام الفلسطيني الداخلي ألقى بظلاله على الثقافة السائدة في القطاع, والكتَّاب وآليات النشر والإهتمام بكتاباتهم وثقافتهم, كما دمر عدد كبير من القطاعات, وقضى على أحلام الشباب وهواياتهم وأبسط حقوقهم.