سائد نجم - النجاح الإخباري - خاص: ما بين الوقف والإخطار والترحيل، يعيش سكان "خربة زكريا" البالغ عددهم 650 نسمة - والتي تقع وسط قرابة 12 مستوطنة تسمى بمجمع "غوش عتصيون" جنوبي بيت لحم – تحت تهديد التهام المستوطنات لأراضيهم.
يفتقر سكان القرية الموزعين في خمسة تجمعات (بيت سكاريا، وخلة البلوطة، وشفا، ووادي شخيت، وخلة عفانة)، إلى أبسط الحقوق الأساسية المتعلقة في الأمان والصحة والتعليم، فالاعتداءات وسياسة الضغط من أجل الأرض منهج الاحتلال في سبيل إفراغ المنطقة من السكان وضمها إلى باقي المستوطنات.
يمتلك المواطن حسن محمد حسن (50 عاماً) من سكان بلدة إرطاس جنوبي بيت لحم، أرضاً في "خربة زكريا" مرخصة ومسجلة بمساحة دونم واحد، يوضح لـِ "النجاح الإخباري" كيف أخطر الاحتلال بوقف بناء منزله قيد الإنشاء في أرضه مرتين، كانت الثانية بمصادرة بلاط ومواد إنشائية قبل أن تسلمه قوة من جيش الاحتلال ترافق طواقم ما تسمى بالإدارة المدنية بلاغاً بالوقف.
عوائق وضغوطات، جعلت حسن كحال سكان القرية المسلوبة حقوقهم في حرية التصرف بأملاكهم، بعد أن بلغ في إنشاء المنزل مراحله الأخيرة، دفعته في دوامة جلب السجلات والوثائق وأوراق الثبوتية، وحصر الإرث للتوجه إلى المحكمة الشرعية تارة ومحاكم الاحتلال تارة اُخرى.
يأتي هذا الإخطار في سياق قال عنه رئيس مجلس القرية محمد إبراهيم لـِ "النجاح الإخباري"، إن الاحتلال يضيق الخناق على المواطنين من خلال عدة وسائل تبدأ بالإخطارات والتي وصلت في مدة محصورة إلى 33 إخطار هدم ووقف بناء، ليقل عدد السكان عن الرقم المسجل، لأن المتزوجين الجدد سيغادرون القرية للبناء والسكن خارجاً، وبالتالي إفراغ المنطقة.
ليس ذلك فحسب، - إبراهيم مكملاً – فالاحتلال ينصب حاجزاً عسكرياً عند مدخل القرية ليمنع دخول المواطنين متى يشاء.
ويرى مراقبون أن سيطرة الاستيطان على تلك النقطة من الناحية الاستراتيجية، يهدد المنطقة بخطر الفصل الجغرافي بين بيت لحم والخليل، وبشكل شبه كامل.