ساري جرادات - النجاح الإخباري - يمضي العديد من الشباب أوقات فراغهم في البحث عن أشياء تلبي رغباتهم على الشبكة العنكبوتية، ومنهم من استطاع شق طريقه نحو المستقبل وفتح مشروعه الخاص جراء استفادته من المواد المنشورة عبر الانترنت، واستطاع تأمين مشواره حياته في السعي نحو العمل والكسب المشروع.

وشاهدت رغد مادة منشورة على موقع "اليوتيوب"، وبدأت بأناملها المرتجفة تنقل ما علق ببالها على العاب شقيقتها الصغرى، ثم انتقلت وجربتها على يدها اليسرى، وبعد أربع محاولات وساعتين من الزمن خرجت على والدتها تعرض ما حل ليدها، وبعد أن طلبت منها والدتها الذهاب للطبيب لعلاجها، كشفت أمرها وأخبرت والدتها بالقصة.

وقالت والدة رغد والتي تعمل محاضرة جامعية ل "النجاح الإخباري": اعتقدت للوهلة الأولى أن يد رغد لم تعد تصلح لشيء، إنها أول مرة أرى مشهداً بهذا القسوة على أرض الواقع، ولكن رغد لم تنتظر طويلا حتى أخبرتني أنها تجربة فنية منها، ثم شرحت لي التفاصيل كاملة.  

وتستعين رغد في تقريب خدعها للواقع بمواد مثل "الكاتشب والنشا والزيت والألوان"، واشترت أصناف أخرى من خلال الانترنت لعدم توفرها في الأسواق الفلسطينية، وتحاول استخدام مواد بسيطة ومتوفرة في الأسواق المحلية لتتمايز عن غيرها في صناعة وإعداد المكياج السينمائي، وتستغرق أعمالها من 30 دقيقة ل 3 ساعات.

وفي حديث خاص ل "النجاح الإخباري" مع صانعة المكياج السينمائي رغد القواسمي اعتبرت أن ما ينقص الساحة الفنية الفلسطينية وجود هكذا مؤثرات، خاصة وأن تكلفتها بسيطة مقارنة مع أسعار المكياج السينمائي في الدول الأوروبية، ولموادها القدرة على قلب الحقائق والمعالم.

وأضافت "لولا تشجيع عائلتي ورعايتهم واهتمامهم بي لما استطعت تحقيق ما أنا عليه، فهم دائمي التشجيع لي، ووفروا كافة المستلزمات المطلوبة لصناعة الخدع وإجراء العديد من التجارب، ودائما يسمعوني كلمات المدح والثناء على تصميماتي، ويساعدني أخوتي في إجراء تجاربي عليهم.

وأكدت رغد لمراسلنا أنها تنوي تطوير موهبتها للوصول إلى العالمية، ودخول دور صناعة الأفلام والسينما والعمل معهم، وترغب بعد إنهاء الثانوية العامة دراسة تخصص تصميم الأزياء كونه قريب من مجال السينما، ويمكن لها استغلاله في تعزيز نجاحها في هدا المضمار.

وتعزو رغد عدم الاهتمام بالفنانين في فلسطين أدى للإضرار بالحالة الفنية المحلية، وطالبت اتحاد الفنانين الفلسطينيين بمضاعفة جهوده للنهوض بالواقع الفني المحلي، كون رسالة الفن قادرة على الوصول لكل دول العالم، ولها القدرة الكبيرة في التأثير على شعوب العالم مهما كانت لغاتهم وأعراقهم.
وتتنوع هوايات رغد وتتعدد، من الرسم والمكياج السينمائي، وتعتبر مطالعة الكتب حياة أخرى يعيشها الإنسان في شحن عقله بالعلم والتزود من الثقافة، وختمت حديثها بالقول: صحيح أننا ممنوعون من أشياء عديدة بفعل وجود الاحتلال والاستيطان فوق أراضينا، لكن أحلامنا أقوى منه، وستحلق بنا فوق أسلاكه وأشياكه. 

ومن الجدير ذكره أن  رغد القواسمة من مدينة الخليل، وتبلغ من العمر 17 عاماً وهي طالبة في الثانوية العامة.