سائد نجم - النجاح الإخباري - كحال الكتب المقدسة التي غمر الزمان معالمها، كتابٌ ضخم يروي تاريخ الأرض المقدسة بلا أحرف، نفض مؤلفاه غبار عامَين عنه لترى قدسيتُه النورَ من جديد.
بخشب من زيتون أرض المسيح –عليه السلام- يروي الفنان سمير أبو الزلف كيف استطاع هو ورفيقه سامر أبو هلال لـِ "النجاح الإخباري"، أن يجسدا لوحةً مجسمةً تحمل من صفة خامه الجذور، التاريخ، والأرض، ومقاومة الاقتلاع.
سمير الذي لم يزر القدس المحتلة منذ عام 2001 لأسباب كان أبرزها رفض الاحتلال له أمنيًا، حمل من الشوق والحنين ما كان كافيًا، ليندفع بشغف الشاب في العمل وهو في أول الخمسينيات من عمره، ينشغل على كامل التفاصيل الدقيقة مع رفيقه.
وعلى الرغم من انشغال سمير بأعمال السياحة الدينية ومسيحيته، إلا أنه فضل أن تتوسط العمل قبة الصخرة، فهو يرى في الصخرة آيقونة الفن المعماري والواجهة المشرقة في مدينة القدس، ليكمل بذلك رسالة التآخي التي يزخر فيها الوطن.
في ليلة شتاء ماطرة وملهمة، بدأ سمير ورفيقه سامر قبل عامين العمل رغم قلة الإمكانات واستعانتهما بمعمل للخشب يعود لأحد الأقرباء في مدينة بيت ساحور شرقي بيت لحم، من أجل إنجاز الفكرة التي عصفت ذهنهما لتكون جاهزة خلال 11 شهراً، مستهلكين آلاف القطع الخشبية.
ومع ذلك فقد واجه العمل بعد إنجازه تحديات أجلت ظهوره عامين، منها قلة الاهتمام بالفنانين وأعمالهم ودعمهم من قبل وزارة السياحة والثقافة لهذا القطاع، بالإضافة إلى أنها لاقت عروضًا للبيع من قبل مشترين ولكن بسعر زهيد غير محفز.
يخشى سمير على العمل أن يباع ويغادر الوطن، متمنيًا أن تحظى مكانًا يليق بالرسالة التي يحملها، في وقتٍ كشف لـِ "النجاح الإخباري" أن فكرة عملٍ جديد تلوح في الأفق، من خشب الزيتون ولكن بشكل آخر، فالأول عن القدس أما التالي ففلسطين ولكن على طريقته.