سائد نجم - النجاح الإخباري - سائد نجم - اعتقدت أن أحدًا ما قام برجمها بحجر أو قطعة على شكل مكعب "شوكولاتة" لم تعلم من أين بالبداية، عندما كانت تتواجد بمقبرة الشهداء في بلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم، تقول مواطنة فضلت عدم ذكر اسمها، حينها غادرت المقبرة وقد أصابها الذعر، لتجد وهي تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا مرفقًا بصورة تشبه تلك التي ارتطمت بها، قبل أن تتواصل مع منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في البلدة أحمد صلاح، الذي تابع القضية فيما بعد.
يقول صلاح في حديث لـِ "النجاح الإخباري" إنه عند وصوله إلى المنطقة وجدوا القطعة، وتبين أن طائرة عمودية أسقطتها كانت قد أدركتها المواطنة في وقت لاحق، ليكتشفوا أن القطعة هي مادة شديدة السمية تستهدف الكلاب الضالة والخنازير البرية، بحسب ما أفاد به التحليل الأمني، بعد التواصل مع الشرطة الفلسطينية والمباحث.
ويكمل صلاح تكمن خطورة الموضوع في أن سقوط تلك المواد السامة على المنازل ومحيطها، قد تتسرب من خلال مياه الأمطار إلى الآبار والمياه المنزلية، بالإضافة إلى تضرر الأغنام في حال تناولتها، لافتًا إلى أن الاحتلال يتعمد إسقاط تلك المواد على مناطق التماس مثل بلدة الخضر ومثيلاتها التي تقطع على خط المواجهة، وتلك المصنفة "ج" مثل بلدة تقوع شرقي بيت لحم، وقرية بورين جنوبي نابلس والقرى الأخرى المحيطة بها، والتي تلقي طائرات الاحتلال عليها موادًا سامة من نفس النوع.
وعن شكل المادة، يصف رئيس مجلس قروي بورين المهندس رائد النجار، لـِ " النجاح الإخباري"، أنها عبارة عن قطعة مغلفة تشبه حبات الشوكولاتة إلى الحد الذي لن يميزها طفل إذا عثر عليها وفي حال تناولها فإنها تؤدي إلى وفاته.
وذكر النجار أن طائرات الاحتلال تقوم بالآونة الأخيرة بإلقاء المواد السامة بين المنازل، وكان قد عُثر على جزء منها في الأيام القليلة الأخيرة، في المنطقة الشرقية من بورين قرب، بؤرة "غفعات رونيم" الاستيطانية، كذلك على مناطق اُخرى قريبة من البؤر الاستيطانية، دون أن يُعْلِمَ الاحتلالُ أهل المنطقة أو تنسق بشأن أيٍ من ذلك.
ويتزامن إلقاء الاحتلال للمواد السامة التي تستهدف الكلاب والخنازير في المناطق القريبة من البؤر الاستيطانية، مع انتشار الكلاب المسعورة والخنازير المتوحشة والتي يؤكد شهود عيان ومواطنون أن مستوطنين كانوا قد أطلقوها في سبيل التنغيص على حياة السكان الفلسطينيين و"تطفيشهم"، ولكنه بحسب ما يرجح النجار فإن هذا التصرف قد انعكس أيضًا على "سكان" المستوطنات، فالكلاب والخنازير في الصباح تتواجد في الواد وفي ساعات الليل تنتقل إلى أعالي المنطقة.