نابلس - النجاح الإخباري - نظم اليوم الثلاثاء، الاعتصام التضامني الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة، إسنادًا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وخصص الاعتصام لدعم الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي يخوضه الأسيران خليل عواودة، ورائد ريان، ضد استمرار اعتقالهما الإداري، وتأكيدا على أهمية خطوة مقاطعة محاكم الاحتلال العسكرية، التي بدأها الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال منذ مطلع العام الجاري.
وطالب المشاركون في الاعتصام، بالإفراج عن الأسرى الأطفال والأسيرات وكبار السن والمرضى، وفي مقدمتهم الأسير ناصر أبو حميد، الذي نقل مؤخراً لمستشفى "أساف هاروفيه" الإسرائيلي بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة إصابته بمرض السرطان.
ودعت ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، بمشاركة أكثر زخماً في الفعاليات التي تنظم تضامنا مع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، تأكيداً على أهمية قضيتهم وعدالتها.
وقالت: "يجب أن تكون الوقفات بحجم ما يستحقه الأسرى، وكما كان الحال ساخناً في القدس خلال شهر رمضان، يجب أن تكون الأرض جحيما عليهم من أجل الأسرى الذين أفنوا أعمارهم من أجل أن نحيا بحرية".
وأعربت غنام عن أملها في أن تصبح ذكرى النكبة التي ستحل بعد عدة أيام، موعد عودة وتحرر للشعب الفلسطيني الذي ما زال مستمراً في النضال.
وقدمت محافظ رام الله والبيرة التعازي للأسير كريم يونس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، لوفاة والدته، التي لف جثمانها خلال الجنازة رغم أنف الاحتلال؛ بالعلم الفلسطيني الذي يشكل أساس النضال.
من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم أن الشعب الفلسطيني يقف مجدداً في هذا الاعتصام ليسمع الصوت رفضا لهذه السياسة الاحتلالية المتمثلة بالاعتقال، والتي لا تميز بين فصيل وآخر وتستهدف أبناء الشعب الفلسطيني حيثما كانوا.
وقال، إن الفلسطينيين وقفوا بالأمس القريب انتصارا للغضنفر أبو عطوان، وكايد الفسفوس، وغيرهم من الأسرى، ممن نالوا الحرية من سجون الاحتلال بعد إضراب عن الطعام ضد الاعتقال الاداري، واليوم يقفون لدعم خطوة مماثلة لجأ لها الأسيران خليل عواودة ورائد ريان.
وشدد على أن قضية الأسرى لا تقل أهمية عن قضية القدس، بما يحتم على الشعب الفلسطيني أن يكون كالبنيان المرصوص، متلاحما وثابتا داعما لهذه المسيرة.
ونوه إلى أن تعزيز المشاركة في الوقفات الداعمة للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، التزاماً بمسيرة الوفاء والثبات على العهد، وحتى يسمع الاحتلال الصوت ليوقف معاناة الأسير كريم يونس الذي حرم من وداع والدته، والأسير ناصر أبو حميد في مرضه وآهاته.
واستنكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قرار سلطات الاحتلال بالاستمرار في منع أهالي قطاع غزة من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال، مشيرا الى أنها بذلك تحرم الفلسطينيين من أحد أبسط الحقوق الإنسانية.
أما رئيس نادي الأسير قدورة فارس، فقال إن الأسرى شكلوا مع الشهداء العلامة الفارقة في الصراع المرير والطويل مع عدو مجرم متوحش عنصري فاشي.
وأشار إلى أن تلك التوصيفات لا تشكل مبالغات أو جزءا من الخطاب السياسي للثورة الفلسطينية، بل باتت جزءا من خطاب العديد من المؤسسات الدولية، التي تقرأ في سلوك الاحتلال وجرائمه وتشريعاته وقوانينه تلك السياسات العنصرية.
وأكد أن غرق دولة الاحتلال في عنصريتها وفاشيتها ما هو إلا دليل على اضطراب في الرؤية والسياسات الاستراتيجية، ومؤشر على تصدع في المنظومة الصهيونية التي استندت إلى أكاذيب تاريخية ودينية وسخرتها لخدمة مشروعها الاستعماري.
وشدد على أهمية أن تبادر الحركة الوطنية الفلسطينية لبلورة استراتيجية جامعة، للتصدي لكافة الجرائم والإجراءات التي تقدم عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمثل حربا تشن بشكل يومي على أبناء الشعب الفلسطيني في إطار البرنامج التوسعي الاحتلالي والإحلالي، ومن أجل التقدم نحو الحرية والاستقلال.
وأضاف: "ملف الأسرى هو أحد الملفات الهامة، والذي يتعدى ما نقوم برصده بشكل تقليدي حول تعداد السنوات التي يقضيها الأسرى في سجون الاحتلال، فهذه السنوات الطوال يجب أن تستوقفنا لإعادة ترتيب الاستراتيجية الكفاحية للشعب الفلسطيني، حتى تعود قصية حرية الأسرى على رأس سلم الاهتمام الفلسطيني".
واختتم قدورة فارس كلمته بالتأكيد على أن قانون الاعتقال الإداري الجائر، لا يستهدف فقط الـ620 أسيراً الذين يقبعون في سجون الاحتلال بموجبه، وإنما يستهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني، لذلك الحركة الأسيرة ومنذ بداية العام بدأت بتنفيذ برنامج لكسر وطي صفحة هذا القانون بدءا بمقاطعة المحاكم العسكرية على اختلاف درجاتها، لتكريس ثقافة المقاطعة في مواجهة العدو.
بدوره، قال وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب، إن الوقفة في مقر الصليب الأحمر تأتي للتعبير عن التضامن مع الأسيرات والأسرى الذين يمرون في ظروف غاية في التعقيد والصعوبة، ويواجهون إدارة السجون التي تمثل سياسة الاحتلال المتغطرس الذي لا يأل جهدا إلا وقد حاول أن ينال من عزيمة الحركة الأسيرة.
وأوضح أن يوم غد الأربعاء، ستعقد الكنيست الإسرائيلية جلسة خاصة لمناقشة تجديد الإجراءات العقابية بحق الأسرى في المعتقلات.
وقال إن كل السياسات القمعية التي جربت في الماضي لن تنال من صمود وعزيمة هؤلاء الأحرار، فإن الأسرى في كل محطة ينتمون الى شعب عظيم وقضية عادلة، ولن تكسر عزيمتهم.
وأشار إلى أن الأسرى المضربين عن الطعام يسطرون صمودا بطوليا ضد قرار إداري جائر، وهم مصرون على الاستمرار في هذه الخطوة حتى ينهوا هذا القرار الظالم.
وأعرب الخطيب عن قلق بالغ إزاء حالة الأسير ناصر أبو حميد، الذي نقل إلى مستشفى "أساف هاروفيه" في وضع صحي خطير وحرج، مؤكدا أن الوضع الطبيعي لإنسان بهذه الحالة هو الإفراج عنه ليتمكن من تلقي العلاج في مشافي مدنية فيها طاقم طبي مؤهل لضمان إنقاذ حياته.
ونوّه إلى أن إدارة سجون الاحتلال تستمر في احتجاز الأسرى المرضى في عيادة سجن الرملة، التابعة لما تسمى بمصلحة السجون، ولا علاقة لها بالقطاع الصحي المدني، ويعامل المرضى هناك معاملة المعتقل وبشكل غير إنساني في غالب الأحيان.
وتحدثت إيمان نافع، زوجة الأسير نائل البرغوثي، أن المحكمة العليا الإسرائيلية ستعقد بعد عدة ساعات جلسة للنظر في استمرار اعتقاله بالسّجن المؤبد على "ملف سريّ.
وستنظر المحكمة في التماس قدم قبل خمس سنوات، رفضا لإعادة اعتقال البرغوثي وإخضاعه للحكم السابق الذي كان معتقلاً بموجبه قبل الإفراج عنه في صفقة التبادل في 2011.
وقالت زوجته، إن نائل أمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه 42 عاماً. آخر خمس سنوات منها بموجب ملف "سرّي"، وهناك تفاؤل يسود العائلة بأن تصدر المحكمة قراراً بحريته.
وأشارت إلى أن الأسير نائل البرغوثي ينتظره خارج المعتقل الكثير من المواقف التي يتوجب عليه أن يتعايش معها، حيث توفي والداه وشقيقه وهو في سجون الاحتلال، واستشهد ابن شقيقه صالح، وهدم الاحتلال منزلين لعاصم وصالح، ابني شقيقه الراحل عمر البرغوثي.