رام الله - النجاح الإخباري - افتتح اليوم الاثنين، في مدينة رام الله، فعاليات مؤتمر "نصرة القدس"، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشباب والرياضة، برعاية جامعة الدول العربية، وبمشاركة وفود من 6 دول عربية هي: الأردن، وقطر، وليبيا، وسلطنة عمان، والبحرين، والكويت.
ورحب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اللواء جبريل الرجوب، خلال افتتاحه لأعمال المؤتمر بوفود الدول العربية المشاركة، موجها الشكر لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لاهتمامه، ودعمه الكبير والمتواصل لفلسطين وقضيتها.
وقال: "أنتم يا من وصلتم الى فلسطين، يا من قلوبكم وأيديكم سبقت ألسنتكم في دعم فلسطين، نلتقي بكم في مؤتمر نصرة القدس، هذا المؤتمر الذي يقام تحت الحاضنة الكبيرة للدول العربية وهي جامعة الدول العربية وحضوركم اليوم، إنما يبعث رسالة للعالم أجمع حول أهمية ومحورية القضية الفلسطينية".
وأضاف: "اننا نجتمع اليوم هنا للبحث في توفير كافة أسباب الصمود للمسلمين والمسيحين في القدس وأكنافها"، مؤكدا أن المستفيد الوحيد من الانقسام الداخلي الفلسطيني هو الاحتلال الذي يستغل هذا الانقسام لصالحه، وهذا ما يحتم علينا إنهاءه.
وأشار إلى أن الحركة الرياضية والشبابية والكشفية، حافظت، وستبقى تحافظ على حياديتها ولن تكون إلا عنصر وحدة تحت ظل العلم الفلسطيني.
وأضاف: "منتخبنا الوطني الفلسطيني المتوجه الى كأس أمم آسيا، يجسد هذه الفسيفساء التي تمثل فلسطين في الوطن والشتات والضفة وغزة".
وقال: ان الفلسطينيين سيحافظون على رسالتهم الوطنية وأبعادها، التي تتضمن قيم الحرية والتعددية، وأن هذه الأسس من شأنها إعادة اللحمة للقضية الفلسطينية وممثلها الشرعي "منظمة التحرير الفلسطينية"، آملاً من الدول العربية والإسلامية أن تبذل جهداً مضاعفاً في سبيل إنهاء الانقسام الذي يدمر القضية، لكي لا تتحول من ملف هوية ودولة الى ملف بسيط وهامشي.
واكد أن صمود الفلسطينيين وبقاءهم ووحدتهم يشكل أداة مهمة لإفشال مشروع الاحتلال، وكل ذلك يبدأ من الوحدة الوطنية الفلسطينية.
واعتبر الرجوب أن هذا المؤتمر يدل على أن القدس توحد العرب وأنها يجب أن تبقى القضية المركزية للأمة، مؤكداً أن فلسطين لن تكون جزءا من أية تجاذبات عربية.
وقال: "نريد أن تكون القدس مكانكم الرمزي الخاص، ونحن لن نكون ورقة في جيب أحد".
وشدد على أن فكرة المدرسة "العرفاتية" تعني الوطنية والتعددية السياسية، وهي مدرسة تؤمن أن العمق العربي هو مكمن قوة فلسطين في مواجهة الاحتلال، ففلسطين بحاجة للعرب جميعاً.
وتابع: "نريد مقاومة الاحتلال، مقاومة حقيقية ذات امتدادات عربية ولنحمل سيفاً واحداً له علاقة بالشرعية الدولية، وان صمود أهلنا بالقدس هو قمة المقاومة والبطولة، وإن رباطنا في الوطن هو أقدس أوجه المقاومة."
وقال: " لن تجدوا بيتاً واحداً لا يوجد فيه شهيد أو أسير، فوجودنا هنا هو مسؤوليتنا نحن، ولكن يقع على عاتق العالم العربي توفير كل أسباب الصمود والبقاء والقوة لنتمسك بطموح كل العرب، وإن دولة فلسطين صامدة وهذه هي ورقة الجميع الرابحة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ونأمل أن يخرج مؤتمر نيسان القادم لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، برؤية استراتيجية لدعم الشباب والرياضة، وأن يكون هنالك مشروع يرتكز على دراسة حقيقية وواقعية.
وشكر الرجوب الوفود العربية الحاضرة وتلك التي لم تتمكن من الدخول إلى فلسطين، متمنياً أن يصلي الجميع قريباً في القدس الشريف.
ودعا الوفود العربية لحضور الاحتفالات بالأعياد المسيحية في بيت لحم، ترسيخاً لمفهوم التعايش الذي ينبع من قلب العقيدة الفلسطينية.
ونقل ممثل جامعة الدول العربية عبد المنعم الشاعري، في كلمته تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، خاصا بالشكر اللواء جبريل الرجوب، لحرصه على تنفيذ هذا المؤتمر الهام.
وأضاف: "إن القدس من أعظم الأماكن الدينية والتاريخية والأثرية كونها تضم المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة، وهي ذات طابع حضاري متنوع وهذا ما يميزها ويعطيها مكانة خاصة"
وتمنى الشاعري أن تنعم القدس بالأمان، مؤكداً أن جامعة الدول العربية بيت فلسطين الكبير.
بدوره، شكر ممثل منظمة التعاون الإسلامي أحمد الرويضي، المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ناقلا ايضا تحيات الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين.
وأشار الى أن تنفيذ مؤتمر نصرة القدس في فلسطين له أبعاد مهمة، في وقت تستهدف فيه كل أماكنها المقدسة وخاصة المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً، واغلاق المؤسسات وترويع أهالي المدينة المقدسة، مؤكدا ضرورة الاهتمام بقضية القدس، التي تعد القضية الأولى في منظمة التعاون الإسلامي.
وقال الرويضي: ان هناك خطوط عمل للمنظمة لها أبعاد سياسية كالتحرك على مستوى مجلس الأمن، ودعم رئيس دولة فلسطين محمود عباس في خطواته الدولية، وإبراز موضوع القدس والمقدسات كقضية محورية، والعمل على التنسيق مع كافة مؤسسات القدس.
واعتبر الرويضي المؤتمر فرصة مهمة لاطلاع الدول الإسلامية والعربية على الواقع المعاش في فلسطين، مذكراً أن هذا المؤتمر يتزامن مع اعتماد "القدس عاصمة للشباب الإسلامي للعام 2018".
وافتتح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أولى جلسات المؤتمر تحت عنوان "القدس في دائرة المفاوضات"، وتلاها جلسة مع النائب أحمد الطيبي، رئيس لجنة القدس في القائمة العربية المشتركة، تحت عنوان "أثر القوانين الإسرائيلية على القدس، خصوصاً، قانون القومية اليهودية"، فيما مدير دائرة الخرائط والمعلومات الجغرافية خليل التفكجي، ترأس جلسة بعنوان " القدس من منظور تاريخي سكان، خرائط وحقائق".
وتتواصل اعمال مؤتمر "نصرة القدس" لمدة أربعة أيام، حيث يتناول العديد من القضايا المتعلقة بالقدس، إضافة إلى جولات ميدانية، تاريخية ودينية، في محافظات الوطن وعلى رأسها زيارة المسجد الأقصى المبارك.