النجاح الإخباري - تحتفل فلسطين في هذا الوقت من كل عام مع دول العالم أجمع بعيد الميلاد المجيد، وهو العيد الذي يحتفي فيه شعبنا بميلاد رسول المحبة والسلام.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه فلسطين، فقد رأينا العديد من المدن والقرى الفلسطينية ترفع علم فلسطين وتضيء شجرة الميلاد بمصاحبة الجوقات الدينية وهي ترّنم تراتيل الميلاد في بيت لحم، والقدس، وغزة، ورام الله، وبيت جالا، وبيت ساحور، وبيرزيت، والطيبة، وجفنا، والزبابدة، ونابلس، وأريحا، ومناطق أخرى، وفي عيد الميلاد هذه السنة كما في السنوات التي سبقتها، يستذكر شعبنا رواية البشارة والحكماء الثلاثة من الشرق ومغارة الميلاد.
وفي عيد الميلاد من كل عام أحرص على المشاركة في احتفالات شعبنا بالأعياد، وأحضر قداس منتصف الليل في كنيسة المهد، وكنيسة القديسة كاترينا، وقد قمت مؤخراً بزيارة قداسة البابا فرنسيس الذي كان دائماً وما يزال مصدر دعم لي ولشعبنا الذي يعاني من الظلم.
وقد نقلت إلى قداسته الأمل الذي يتطلع شعبنا إلى تحقيقه في العام 2019، وهو إنهاء الاحتلال وتحقيق طموحاتنا الوطنية في بناء دولتنا على حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية والعيش بسلام وأمن بجانب جيراننا.
وفي هذه المناسبة، ندعو المؤمنين في العالم وأصحاب النوايا الحسنة كافة للصلاة والعمل من أجل تحقيق العدل والسلام والمحبة والمساواة بين الجميع، وخاصة من أجل شعبنا المحروم من حقوقه، الذي نريده أن يعيش بسلام وكرامة في وطنه وأرض آبائه وأجداده.
ومن ناحية أخرى، فإننا نشهد تصاعداً في السياسات الاسرائيلية العنصرية، والنشاطات الاستيطانية الاستعمارية، وبخاصة في القدس، وذلك من خلال العمل الممنهج لتغيير طابعها وهويتها ورسالتها الحضارية وهي التي نريدها مدينة مفتوحة للعبادة لجميع المؤمنين وأتباع الديانات السماوية فيها من المسلمين، والمسيحيين، واليهود، وأن يمارس شعبنا حقه المحروم منه بفعل استمرار الاحتلال، بحرية العبادة في مقدساته المسيحية والاسلامية.
كما نشهد أيضاً تصاعد السياسات الاسرائيلية المستمرة لإضعاف الحضور المسيحي في الأرض المقدسة، حيث تم هذا العام إغلاق كنيسة القيامة، وذلك في سابقة خطيرة في التاريخ المعاصر، وكان قرار الإغلاق بمثابة رسالة احتجاج ورفض للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف الحضور المسيحي في الأرض المقدسة.
كما وتشمل السياسات الإسرائيلية مصادرة الأراضي مثل أرض الكريمزان وسنّ التشريعات في البرلمان الإسرائيلي التي تسمح بمصادرة أراضي الكنيسة وممتلكاتها، وتوسيع المستوطنات، وهدم المنازل، وسحب بطاقات الهوية للعائلات وحرمانهم من جمع شملهم، كل هذه السياسات ينبغي أن تثير انتباه الشعوب الحرة في العالم أجمع، وهنا أتسائل: هل يقبل العالم المسيحي في أرجاء العالم الاحتفال بعيد الميلاد أو
عيد الفصح في الوقت الذي يتم فيه إجبار أبناء شعبنا من المسيحيين، والذين نسميهم الحجارة الحّية في الأرض المقدسة على الهجرة بسبب الظروف الصعبة والحياة القاسية التي يعيشونها جراء سياسات الاحتلال الاسرائيلي وإجراءاته التعسفية؟.
دعونا نعمل معاً نحو إحياء رسالة الأمل التي تبعثها مغارة الميلاد المتواضعة في بيت لحم، دعونا نعمل معاً من أجل السلام والعدل كي تسود الحكمة التي تجلب السلام إلى أرض السلام.
"المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة".