نابلس - النجاح الإخباري -
وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان الذي يصادف الرابع من فبراير كل عام، بأن الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال حياتهم مهددة بالخطر، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية ، حيث يقدم لهم الاحتلال ما يبقيهم أحياء فقط ، كي لا يتحمل مسئولية وفاتهم داخل السجون.
وأشار الأشقر إلى أن مرض السرطان يعتبر السبب الأول في استشهاد الأسرى داخل السجون الذين ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد حيث استشهد أسيرين العام الماضي 2020 بعد معاناتهم من مرض السرطان وهم الشهيد كمال ابو وعر من جنين، والأسير سعدى الغرابلى من مدينة غزة، وقد رفض الاحتلال اطلاق سراحهم لخطورة حالتهم المرضية.
وتابع" إن الأسرى المصابين بالسرطان يعانون بشكل مضاعف، ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة مرض السرطان الخطير الذي لا يوجد له دواء شافياً في ظل استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم تقديم العلاج اللازم لهم ، إضافة لتهديد فيروس (كورونا) الذي أصاب مئات الأسرى".
وقال الأشقر: "إن الظروف القاسية داخل سجون الاحتلال تعتبر أرضية خصبة لإصابة الأسرى بالأمراض بما فيها الخطيرة، وما بين الحين والآخر يتم اكتشاف إصابة أحد الأسرى بمرض السرطان، كان آخرهم الأسير حسين المسالمة من بيت لحم ، حيث تبين إصابته بمرض سرطان الدم وحالته الصحية حرجة للغاية ويقبع منذ أسابيع في مستشفى سوروكا في حالة غياب عن الوعي".
كذلك الاسير جمال إبراهيم عمرو (48 عاماً) من الخليل والمعتقل منذ عام 2004 والذى تبين إصابته بمرض السرطان في الأمعاء ووصل الى الكلى والكبد والرئتين وبالكاد يستطيع التنفس نتيجة الإهمال الطبي المتعمد ولا يتلقى سوى المسكنات فقط، وحالته الصحة في تراجع مستمر.
بينما الأسير عماد عبد الخالق أبو رموز (46 عاما) من سكان مدينة الخليل ، والذي تراجعت صحته بكل كبير في الأسابيع الأخيرة ، وعقب الكشف عليه تبين إصابته بورم سرطاني في منطقة الخصيتين، وانه بحاجة الى اجراء عملية جراحية عاجلة لاستئصال إحدى الخصيتين، قبل ان ينتشر السرطان في أماكن أخرى من جسده ، إضافة الى ذلك أصيب بفيروس في الكبد لا
تعرف ماهيته، وهو معتقل منذ 2004، ومحكوم بالسّجن لمدة 25 عاماً.
وكشف الأشقر ان هناك اسيرين من المصابين بالسرطان مسنون تجاوزت أعمارهم 70 عاماً وهم أكبر الأسرى سناً فؤاد حجازي
الشوبكي (82 عاماً) وهو مصاب بمرض سرطان البروتستاتا
وتم نقله الى المستشفى لتلقي العلاج أكثر من مرة دون فائدة، و حالته الصحية تتراجع بشكل مستمر، ورفض الاحتلال العشرات من المناشدات التي صدرت عبر جهات مختلفة لإنهاء معاناته، حيث امضى 14 عاماً من حكمه البالغ 17 عاماً.
والأسير موفق نايف عروق 78 عاما من مدينة الناصرة داخل الأراضي المحتلة عام 48 ، والذي تبين أنه يعانى من مرض السّرطان في الكبد والمعدة، ونقل الى مستشفى (برزلاي) الإسرائيلي عدة مرات إثر تدهور ملحوظ على حالته الصحية، وهو معتقل منذ 18 عاماً، ومحكوم بالسجن لمدة 30 عاماً، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي.
وحذر من الخطورة الحقيقة على حياة هؤلاء الأسرى المصابين بالسرطان، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية ، الأمر الذى ينعكس على من تحرر منهم حيث تلاحقهم أثاره خارج السجن وأدت في كثير
من الحالات إلى استشهاد الأسرى بعد التحرر حيث كان آخرهم الأسير المحرر محمد صلاح الدين من القدس ، والذي ارتقى بعد 3شهور من الإفراج عنه وقد أصيب بمرض السرطان ى سجون الاحتلال.
ودعا الأشقر كافة المعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في
سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، وخاصة في ظل انتشار جائحة (كورونا) في سجون
الاحتلال.
وطالب كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة سبب تزايد إصابة الاسرى بمرض السرطان داخل السجون، والعمل من أجل إطلاق سراحهم حيث يهددهم الموت في كل لحظة نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية.