نابلس - النجاح الإخباري - نظّمت الجماهير الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، اعتصامات تضامنية إسنادًا للأسير ماهر الأخرس في كلٍ من طولكرم وجنين والبيرة، كما طالبوا بالإفراج عن جثمان الشهيد سمير حميدي.
واعتصم ذوو الأسرى والمتضامنين معهم أمام مكتب "الصليب الأحمر" في مدينة طولكرم، تضامنا مع الأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس، وإكراما لروح الشهيد سمير حميدي الذي تحتجزه سلطات الاحتلال منذ 9 أيام، بعد إطلاق النار عليه على حاجز "عناب".
وحيا المعتصمون، صمود الأسير الأخرس المضرب منذ 79 يومًا، رافعين صوره إلى جانب صور الشهيد حميدي، مطالبين "الصليب الأحمر" والمؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية التدخل العاجل لإنقاذ حياته، والضغط على الاحتلال بالإفراج عن جثمان الشهيد حميدي.
وشددوا على ضرورة تكثيف وقفات التضامن مع الأسير الأخرس وكافة الأسرى في سجون الاحتلال الذين سطروا بصمودهم كافة أشكال النضال، في هذا الوقت الذي يعانون من أشد أنواع الظلم، والاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والتنقلات التعسفية والاستفزازية، والإهمال الطبي المتعمد.
وسلم المعتصمون مذكرة للصليب الأحمر تطالبه بالتدخل الفوري والعاجل لتسليم جثمان الشهيد حميدي، معتبرين احتجاز جثمانه مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية واتفاقية جنيف.
وحذرت والدة الأسير ماهر الأخرس، من تدهور الوضع الصحي لابنها. ووصفت حالته بالمتدهورة، مناشدة قوى العالم وكل من يستطيع المساعدة لإنقاذه من الموت والإفراج عنه فورا.
وناشد والد الشهيد حميدي كافة المؤسسات والجهات الحقوقية والصليب الأحمر بالتدخل العاجل للضغط على الاحتلال لتسليم جثمان نجله، حتى يتسنى للعائلة تكريمه بدفنه وفق ما يليق بالشهداء.
وفي جنين، شارك عشرات المواطنين والطلبة، في وقفة دعم وإسناد للأسير، ورفع المشاركون في الوقفة، العلم الفلسطيني وصور الأسير الأخرس، واليافطات والشعارات المنددة باستمرار اعتقاله.
وندد المشاركون بسياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى، عدا عن الممارسات التعسفية والقمعية بحقهم، مشددين على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، وبذل المزيد من الحراك نصرة للحركة الأسيرة.
وحذروا من مخاطر التصعيد في سجون الاحتلال، وتداعيات استمرار سياسة الإهمال الطبي، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى، والعمل على وقف سياسة الاعتقال الإداري المنافية لكافة الأعراف والمواثيق الدولية.
وحمَل المعتصمون، سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة الأسير الأخرس، الذي يعاني من وضع صحي صعب، في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي.
وفي البيرة، شارك عشرات الأهالي، ونشطاء ومهتمون بقضية الأسرى، في وقفة احتجاجية ضد سياسة التنكيل والقمع التي تنفذها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق أسرانا ودعما وإسنادا للأسير.
وهتف المشاركون في الفعالية الأسبوعية، التي نظمت أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في البيرة بدعوة من الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والقوى الوطنية والاسلامية، للأسرى، وحيّوا صمودهم أمام السجان، منددين بما يتعرضون له من وحشية وقمع، داعين المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ حياة الأسرى.
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، ضرورة إطلاق سراح الأسير ماهر الأخرس، مشيرا إلى محاولات الاحتلال ومخابراته ثنيه عن اضرابه المفتوح عن الطعام، ومحاولة كسر إرادته، إلا أنه أثبت صمودا بطوليا لأسرانا أصحاب الحق والقضية العادلة.
ودعا إلى الالتفات الشعبي حول قضية الأسرى، والتفاعل المساند لخطواتهم الاحتجاجية ومطالبهم العادلة في رفض الاعتقال الإداري وتوفير بيئة صحية مناسبة للأسرى المرضى، خاصة في ظل تفشي فيروس "كورونا" بين العديد من السجانين والمحققين في عدد من سجون الاحتلال، وهو ما ينذر بتوتر السجون وتصعيد الأوضاع الاحتجاجية التي ينفذها الأسرى.
بدوره، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان، إن الأسير ماهر الأخرس يدخل يومه الـ79 في الاضراب المفتوح عن الطعام، وهو يؤكد على ضرورة الانعتاق من اعتقاله الاداري، البطل الذي يقاتل بأمعائه الخاوية ليرسم لوحة بطولية لتحرر الأسرى الاداريين من هذا الاعتقال الظالم.
وحيا شومان، صمود الأسير البطل اسماعيل عارف، الذي أمضى حتى اليوم 18 عاما في سجون الاحتلال، ويعاني من أوضاع صحية خطيرة، وآخر ما تعرض له هو استئصال إحدى كليتيه قبل يومين.