النجاح الإخباري - تواصل إدارة معتقلات الاحتلال استخدام حق الأسرى في العلاج، كأداة لفرض مزيد من الإجراءات التنكيلية بحقهم، حيث تنتهج سلسلة من الإجراءات لتنفيذ ذلك، أبرزها عمليات المماطلة في إجراء الفحوص الطبية، والعمليات الجراحية، وتقديم أدوية لا تناسب الحالة الصحية للأسير.
وبين نادي الأسير، في تقرير، صدر عنه اليوم الاثنين، أن المئات من الأسرى ينتظرون منذ سنوات أن تقدم لهم العلاجات المناسبة، جزء منهم أُستشهد بعد استفحال المرض ووصوله إلى مراحل متقدمة، حتى أصبح تقديم العلاج خطوة متأخرة، هذا ولم تتردد سلطات الاحتلال بدفع ذوي الأسرى تحمل تكاليف علاج أبنائهم في معتقلات الاحتلال، رغم أن القانون يفرض عليها بتوفير العلاج الكامل لهم.
ويُضاف إلى ذلك رحلة العذاب التي ترافقهم جراء نقلهم عبر عربة "البوسطة"، فعدد كبير من الأسرى المرضى يمتنعون عن الذهاب للعلاج بسبب عملية النقل القاسية، والتي تستغرق في بعض الأحيان أياما، وتكون في أغلب نتائجها هي عودة الأسير إلى حيث كان دون أن يُحقق هدف نقله وهو العلاج، عدا عن بعض الاعتداءات التي تنفذها قوات "النحشون" أثناء عملية نقلهم.
ووفقاً لعمليات التوثيق فقد وصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من (700) أسير، منهم (16) أسيراً يقبعون في معتقل "عيادة الرملة"، وجزء كبير من المرضى هم من الجرحى تحديداً ممن أُصيبوا خلال الهبة الشعبية عام 2015.
وخلال شهر أيلول الجاري نفذ محامو نادي الأسير زيارات لمجموعة من الأسرى في معتقل "الرملة" ومعتقل "ايشل"، نوثق بعض الحالات التي تمت زياراتها:
الأسير صالح عمر صالح من نابلس هو أحد الأسرى الجرحى حيث أُعتقل بتاريخ 26 نيسان 2017 بعد إطلاق النار عليه على حاجز حوارة العسكري، الأمر الذي أدى إلى إصابته بالشلل، وهو اليوم يتنقل من على كرسي متحرك، وينتظر أن تُجرى له عملية جراحية في ظهره، كما ويعاني منذ نحو شهرين من التهابات حادة أدت إلى ارتفاع في درجة الحرارة، وما يزال يعاني حتى اليوم من مضاعفات إثر ذلك.
الأسير سامي أبو دياك من جنين من أصعب الحالات المرضية في معتقل "الرملة" فهو يعاني من مرض السرطان، فمنذ اعتقاله عام 2002 تعرض الأسير لإهمال طبي واضح، وخضع لأربع عمليات جراحية على الأقل منذ عام 2015. علماً أن الأسير محكوم بالسجن لثلاثة مؤبدات و(30 عاما).
الأسير أشرف أبو الهدى من نابلس يُعاني من آلام حادة في الظهر والقدمين، حيث تعرض الأسير لإصابة أثناء عملية اعتقاله، سببت له أضرارا كبيرة في منطقة الحوض والعمود الفقري والعصب، وهو يعتمد على عكاز للحركة.
الأسير إياد حريبات من الخليل مصاب منذ العام 2014 بمرض عصبي يسبب له رعشة مستمرة في جسده، وقد تدهور وضعه الصحي وأصبح مضطراً لاستخدام الكرسي المتحرك في التنقل، فالأسير لا يستطيع القيام بأموره اليومية بنفسه، وهو بحاجة إلى مساعدة الأسرى بكل شيء، كما ويعاني من ضعف بيديه ولم يعد قادراً على حمل أي ثقل بهما، علماً أن الأسير حريبات محكوم بالسجن لـ(20 عاما).
الأسير محمد أبو حويلة من جنين اُعتقل في تاريخ السادس والعشرين من حزيران العام الحالي، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه وتعرض لإصابة بليغة في قدمه اليسرى، أدت إلى حدوث تفتت في العظم وانقطاع في الشرايين، حيث خضع لعملية جراحية في مستشفى "بلنسون" وهو بحاجة إلى علاج مكثف.
الأسير مراد أبو معيلق من غزة يعاني من التهابات حادة في الأمعاء، أصيب بها بعد إضراب الأسرى عام 2004، أسفرت عن خضوعه لثماني عمليات استئصال وتنظيف للأمعاء، وكان الأطباء قد أخبروا أبو معيلق بأنه لا يوجد علاج له، سوى مسلسل الاستئصال من الأمعاء، علماً أن الأسير محكوم بالسجن (22 عاما)، وهو معتقل منذ عام 2001، ويقبع في سجن "ايشل".
الأسير زامل أبو شلّوف من غزة يعاني من مشاكل في دقات وعضلات القلب، وخلال السنوات الماضية تعرض لعدة أزمات صحية، أثرت على دمه، وإصابته بدوخة مستمرة، وما فاقم من ذلك تعرضه لخطأ طبي أصاب مركز الأعصاب، الأمر الذي أدى إلى إصابته بنوبات شلل وحالات إغماء. علماً أنه محكوم بالسجن لـ(15 عاما)، وهو معتقل منذ عام 2008.
الأسير راغب عليوة من نابلس يعاني الأسير من مشاكل في القلب قبل اعتقاله عام 2015، وبعد اعتقاله أصبح يعاني من التهابات في الكلى، وفي آخر زيارة للأسير اشتكى من تعمد إدارة المعتقل إهمال وضعه الصحي، إضافة إلى المعاملة السيئة التي يتلقاها أثناء نقله إلى المستشفى، التي نُقل إليها وعاد دون أن يقدموا له العلاج، يُشار إلى أن الأسير محكوم بالسجن المؤبد لمرتين و(30 عاما).
الأسير أيهم كممجي من جنين يعاني الأسير من مشاكل صحية بدأت منذ عام 2015، حيث أُصيب بنزيف في الأمعاء وما يزال يعاني جراء ذلك، إضافة إلى إصابته بالشقيقة والقرحة، يرافق ذلك شعوره بدوخة مستمرة، علماً أن الأسير محكوم بالسجن المؤبد لمرتين، وهو معتقل منذ عام 2006.