النجاح الإخباري - كانت تنتظر انتهاء هذا اليوم الدراسي الثقيل كي تعود إلى منزلها فتشبع نظرها بشقيقها الذي غاب عنها لعامين وعاد محررا من قبور الظلم الصهيوني، ولكن فرحتها وعائلتها لم تكتمل أو ربما لم تبدأ فعلياً.

ركبت إحدى مركبات الأجرة التي أقلتها من مدينة الخليل حيث تدرس إلى مدينة بيت لحم حيث تسكن، توقفت حركة السير فجأة وعلم الجميع أنه حاجز عسكري حيث يفتش الجنود كل مركبة بشكل دقيق، تنهدت ونظرت إلى ساعتها وانتظرت مع البقية ريثما تعود حركة السير إلى طبيعتها.

"الهويات".. صرخ أحد الجنود على الركاب، وكما جرت العادة يهتم أولئك بهويات الشبان فلم تكترث هي ولا صديقاتها بإظهار بطاقات هوياتهن، ولكن الجندي وقف أمامها وقال "الهوية" بصوت مرتفع، وحين أظهرتها له أمرها بالنزول من المركبة فوراً.

كان يوما مثقلا بالحزن لعائلة الفتاة سارة فايز حميدة (23 عاما) من مدينة بيت لحم، فهي كانت تستعد لتقديم آخر امتحان جامعي في تخصصها الفيزياء كي تفرح والديها بشهادة التخرج من جامعة البولتكنك، ولكن القيود وقفت لها بالمرصاد.

فرحة ميتة

يقول والدها أبو موسى لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال كان أفرج يوم الأربعاء عن نجله موسى بعد عامين من الاعتقال وبينما امتلأ المنزل بالمهنئين جاء خبر اعتقال ابنته سارة يوم الخميس أي بعد ذلك بيوم واحد فقط، وهو اليوم الذي وافلق الثامن والعشرين من ديسمبر 2017.

ويضيف:" كنا في المنزل نستقبل المهنئين بالإفراج عن موسى وإذا بنا نتلقى اتصالا من صديقات سارة اللواتي كنّ معها في المركبة يخبرننا بأن الجنود أنزلوا سارة وأوقفوها واعتقلوها على مدخل النشاش أحد مداخل مدينة بيت لحم، كانت صدمة لنا".

قبل عدة اشهر داهم الجنود منزل سارة واعتقلوها لبضع ساعات بعد التحقيق معها حول نشاطات طلابية في الجامعة، وفي مرة أخرى سلموها بلاغ استدعاء بعد احتجازها على أحد الحواجز قرب المدينة.

ويبين الوالد بأن ابنته تقبع الآن في سجن الدامون للأسيرات وعينت لها جلسة محاكمة في الثالث عشر من شباط القادم بعد أن سجلوا منها إفادة لشرطة الاحتلال.

أما الفرحة الأخرى التي نغّصها الاحتلال فهي فرحة التخرج؛ حيث كانت تنتظر إتمام امتحانها الأخير كي تسجل اسمها على سجل الخريجين، ولكن حقد الاحتلال كان أقرب.

ويوضح أبو موسى بأن العائلة مستسلمة لقضاء الله وقدره رغم حزنها الشديد على تغييب سارة في السجون، مبينا بأنها ليست أول ولا آخر أسيرة وأن العائلة جزء من هذا الشعب الذي يعاني الكثير.

ويتابع:" رأينا سارة مرة واحدة في جلسة محاكمتها وكانت معنوياتها عالية ومبتسمة وكانت تطمئننا على نفسها وهذا الأمر أعطانا قوة وثقة بأنها بخير، نرى أنه من حقها إكمال تعليمها وأن تتخرج لأن كل عائلة تنتظر تخرج الابن او الابنة بشوق، نسأل الله تعالى أن يفك أسرها وكل أسرانا وأسيراتنا".

المصدر: مكتب اعلام الاسرى