النجاح الإخباري - بدأت أولى العمليات الناجحة لتهريب النطف من الأسرى في العام 2012، لزوجة الأسير عمار الزبن المحكوم (27) مؤبداً و(25) عامًا، "دلال الزبن"، وبعد ما أنجبت طفلها مهند وهو أول طفل يولد عن طريق النطف المهربة، وشهدت هذه العملية نجاحًا كبيرًا أقبلت زوجات الأسرى على الإنجاب بهذه الطريقة.
وكان الطفل مهند بارقة أمل للأسرى المحكومين أحكامًا مؤبدة ولزوجاتهم للاستمرار في هذه الحياة القاسية بعد أن حرمهم الاحتلال حريتهم أو اللقاء في خلوة شرعها القانون.
وخلال أربعة أعوام من بدء تهريب النطف، أنجبت (23) زوجة من زوجات الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية (30) طفلاً عن طريق نطف هربها أزواجهن من داخل السجون باستخدام أدوات طبية خاصة، بعد تمريرها خارج السجون مع أهالي الأسرى في أثناء الزيارة، ثم تؤخذ النطف بأسرع وقت ممكن إلى مراكز طبية خاصة متفق معها مسبقًا لاستقبالها والحفاظ عليها بأوضاع مناسبة، لتلقح لاحقًا بشكل صناعي.
وأُثير موضوع حمل زوجات أسرى المؤبدات عام (2003)، عندما بحثت الحركة الأسيرة سبل الاستفادة من التقدم الطبي لإنجاب أطفال لأسرى الأحكام العالية، وتجاوزت الحركة الأسيرة عددًا من التحديات أولها الحصول على فتوى دينية تشرّع هذه العملية، فصدر عن مجلس الإفتاء الأعلى الفلسطيني فتوى بجواز عملية التلقيح من النطف المهربة.
وأما على الصعيد السياسي فقد بارك القائد الفلسطيني الرمز ياسر عرفات "أبو عمار" هذه المبادرات في حينه وكذلك القيادة الفلسطينية بعده كان من بينها قيادات حركة حماس، وعلى رأسهم الدكتور "محمود الرنتيسي"، كما تمَّ تجاوز التحدي المجتمعي بعد أن أمسى المجتمع الفلسطيني يرحب بشكل عام بحمل زوجات هؤلاء الأسرى، بعد أن رأى أول طفل النور من النطف المهربة.
كما أجاز في فتوى سابقة هذه الطريقة من الإنجاب بضوابط عدَّة، منها التأكُّد من نقل العينات من الأسير نفسه إلى زوجته، وضبط النقل والتلقيح بحضور أناس من أهل الدين.
وأباح التلقيح الصناعي وفق ما بات يُعرف بزراعة الأنابيب للأزواج وفق شروط وإجراءات تتطابق مع الشريعة الإسلامية، مثل توفر شهود يؤكدون أن هذه النطف هي من الزوج، إضافة إلى توفر شهود من أهل الأسير وأهل زوجته، لإثبات شرعية الطفل وقطع دابر الشائعات، وأنَّ العيادات المتخصصة بذلك منتشرة في فلسطين والوطن العربي.
وكانت أولى ردات الفعل الإسرائيلية حول النطف المهربة على لسان الناطقة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية والمسؤولة عن احتجاز الأسرى الفلسطينيين السياسيين " سيفان فايتسمان " التى قالت : " إنَّ إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية على علم بتهريب النطف من جانب الأسرى ومحاولاتهم، وإننا سنضع حدًا لهذه الظاهرة، ولقد تمَّ تشكيل لجنة تحقيق للموضوع، وحسب النتائج سنصدر التعليمات الجديدة التى ستقلل بشكل كبير من الأدوات والطرق التي يتم التهريب فيها".
واعتبر الأسرى عملية تهريب النطف إنجازًا وطنيًّا وإنسانيًا وحقوقيًا كبيرًا، ووسيلةً نضاليةً جديدةً للأسرى بحثًا عن الحياة والأمل والحرية، وهى خطوة للتغلب على قيود السجّان، وكسرت شوكة أحكامه المؤبدة فإنجاب الأطفال حق مشروع لكل إنسان على وجه الأرض، والأسرى انتزعوا هذا الحق رغم أنف الاحتلال مسارعةً لقطار الحياة بالأمل والإرادة في معركة البقاء والوجود.
وتشير الاحصائيات إلى أنَّ (30- 40%) من الأسرى فى السجون متزوجون، ويقضون أحكاما عالية بالسجون، وحسب مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أنَّ (30) مولودًا تمَّ إنجابهم عبر النطف المهربة من داخل سجون الاحتلال منذ عام (2012)،
وفي السياق ذاته يعرض مساء اليوم على فضائية النجاح، فيلم وثائقي يتحدث عن كيفية تمكن الأسرى من تهريب النطف وطرق التهريب وحياة سفراء الحرية بعيدًا عن آبائهم الأسرى، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.
و تستعد فضائية النجاح لعرض فيلمها الوثائقي "حريتي" للمخرج أحمد موقدي حيث يسلط الضوء على سفراء الحرية ويستعرض قصة إنسانية ولدت من رحم السجون.