هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - عملية تصوير فيلم وثائقي عنه، وجمع المواد الأرشيفية له اصطدمت بفقر الصورة المتحركة، كتب له ولم يظهر فيه فعليا، ولم يستطيع الوقوف أمام الكاميرا ولا الكاميرا استطاعت تتبع حركته، عدا عن أن فلمه رأى النور وهو لم يراه، مأزق شكل عائقًا أمام القائمين على الفيلم، خاصة في مرحلة مفصلية من حياته أثناء نشاطه وصعوده حينما كان طالبًا في بيرزيت.
ولكن بتوظيف صورا ولقطات أرشيفية شعبية نضالية عامة، استطاعوا الخروج من المأزق فحاله كحال كل فلسطيني يقبض على جمر القضية، وكل الصور الشخصية كانت حلقات متسلسلة لمرحلة معينة من عمر القضية الفلسطينية.
قائدًا وأسيرًا بحجم البرغوثي، شخصية معروفة على مستوى وطني وقومي وحتى بالفضاء الأممي، تستحق تجربته التأريخ والتعميم لما تحمله من عنفوان وطول نفس وتشبث بالموقف، فالإنسان موقف وقضية على رأي الكاتب الشهيد غسان كنفاني، لكن الفيلم الوثائقي، في المحصلة النهائية، رأى النور، رغم غياب صاحب القصة.
حضور هذا الحشد الكبير لمتابعة فيلمه، يدل على أن البرغوثي شخص مؤثر في شعبه، على الرغم من غيابه طيلة هذه السنين في سجون الإحتلال.
الفيلم من إنتاج شبكة معا الإعلامية، وهدفت معا إلى إرسال رسالة إلى العالم مفادها أن رجلًا خرج من بيننا مطرزًا بحلمنا ولهفتنا للتحرر والإستقلال، ما زال قابعًا في الأسر يتغذى على الأمل ويتقوى بالأمل، ثابتًا على ما آمن به وضحى من أجله.
وهدفت معا أيضا إلى تأريخ وتوثيق المراحل النضالية للشعب الفلسطيني، لافتين إلى أن الفلسطينين شعب لم يعتد على أحد ولم يستهدف أية جهة، ويطالب بحقوقه الطبيعية.