غزة - النجاح الإخباري - أكدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، أن رفض وزراء الخارجية العرب، إدانة هذا اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، يمثل خروج عن الإجماع العربي بالإضافة إلى أنه طعنة أخرى بحق الشعب الفلسطيني ومباركة غير مشروعة لهذا الاتفاق وتشجيع لحكومات عربية أخرى للولوج في مسار التطبيع وتنفيذ لإملاءات الإدارة الأمريكية التي ما زالت الداعم الأكبر للمشروع الصهيوني الإرهابي الاستعماري التوسعي.
وشددت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي على أن اتفاق التطبيع الثلاثي الذي أعلنه في 13 أغسطس/آب الجاري لا يشكّل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وحقوقه التي ناضل لعقود طويلة وقدم أغلى التضحيات في سبيلها، بل هو أيضاً طعنة قاسية في حق الإجماع العربي التاريخي حول القضية الفلسطينية، كما هو انتهاك فاضح لمقررات القمم العربية التي باتت أيضاً جزءاً لا يتجزأ من قرارات الشرعية الدولية.
وأكدت الأمانة العامة في بيان لها، إلى إدانة الاتفاق التطبيعي الثلاثي وكل خطوة تطبيعية مماثلة، وتدعو إلى موقف رسمي عربي ينسجم مع المقررات العربية التي أعاد الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية التأكيد عليها دون إدانة الخروج عليها.
ودعت إلى أوسع تحرك مخبوي وشعبي عربي لرفض هذا الاتفاق ولرفض الامتناع الرسمي العربي عن إدانته، وإعلاء صوت الأمّة فوق كل اتفاقات التطبيع وأي شكل من أشكال العلاقات مع العدو الإسرائيلي.
وشددت على دعم الاجماع الشعبي والرسمي الفلسطيني الرافض لصفقة العار، وخطة الضم وتهويد القدس واتفاقيات التطبيع، والتأكيد على أهمية المصالحة الفلسطينية كخطوة نحو وحدة وطنية تعيد إطلاق انتفاضة شعبية شاملة في الأرض المحتلة تتكامل مع نهج المقاومة المسلحة على طريق دحر الاحتلال وتحرير الأرض.
واعتبرت الأمانة العامة تخاذل الموقف العربي الرسمي عن إدانة اتفاقية تنتهك مقررات القمم العربية، استكمالا لمسيرة مخزية للجامعة العربية من التواطؤ على قضايا الأمّة، لاسيّما أبّان احتلال العراق، والحرب الكونية على سورية وفيها، واستدعاء الناتو لغزو ليبيا، وتغطية الحرب على اليمن والاحتراب والتقسيم داخله، ناهيك عن الصمت والتواطؤ خلال العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، وهو ما يستدعي قيام جهد شعبي مع الدول المعترضة على هذا من أجل السعي لتصحيح جذري في مسار هذه الجامعة كي تصبح أكثر تعبيراً عن طموحات الأمّة العربية وأكثر مناعة في مواجهة الضغوط الأمريكية – الصهيونية المتواصلة على الأمّة.
وأكدت على مقررات المؤتمر العربي العام الذي انعقد في بيروت في 15 و 16 يوليو/تموز 2006، بدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمرات الشعبية، والذي رفض وصم المقاومة بالإرهاب، ورأى في خيار المقاومة، ثقافة ونهجاً وسلاحاً، الطريق الأسلم لتحرير الأرض واستعادة الحقوق.
واعتبرت أن رفض وزراء الخارجية العرب لإدانة اتفاق التطبيع الثلاثي الخارج عن الإجماع العربي، هو تنازل رخيص عن مسيرة نضال عربية مجيدة قدمت فيها الأمّة أعظم التضحيات لنصرة القضية الفلسطينية والتي شهدت القامة التاريخية للجامعة في القاهرة أبرز القرارات المعبرة عن هذه التضحيات، وهو ما يتطلب العودة العاجلة عنه والالتزام بما سبق للأمّة أن أجمعت عليه بتمسكها الكامل بالحق الفلسطيني.
كما اعتبرت أن اختيار ترامب صاحب "الصفقة" الشهيرة، يوم الخامس عشر من أيلول يوماً للتوقيع على الاتفاق المشؤوم، هو هدية إضافية للعدو الصهيوني الذي أعلن اليوم نفسه بداية احتفالاته الدينية في القدس التي تسعى إلى تنفيذ خطة تهويد القدس وتقسيم الأقصى وصهينة المقدسات الإسلامية والمسيحية.
ودعت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي كافة أعضاء المؤتمر بمواقعهم المتعددة، وكافة المؤتمرات والهيئات والأحزاب والاتحادات ووسائل الإعلام إلى اعتبار يوم التوقيع يوماً للتعبير بكل الوسائل المتاحة عن رفض الأمّة كلها لهذا الاتفاق المشؤوم، وحيّت بشكل خاص المواقف الوطنية والقومية الجريئة التي صدرت عن نخبنا العربية في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والتي أكّدت أن التطبيع هو قرار أفراد وحكومات وليس خيار نخب الأمّ’ ووشعوبها.