نابلس - النجاح الإخباري - أكد شداد العتيلي رئيس سلطة المياه سابقا والمستشار في دائرة شؤون المفاوضات، أن المياه تحتل مكانة رئيسية في قضية الضم الإسرائيلية، وكان تأجيل الحديث فيها لمفاوضات الوضع النهائي على غرار القضايا المهمة الأخرى كملف اللاجئين وغيره دلالة واضحة على حساسية هذا الملف بالنسبة لإسرائيل ووجودها.
وأوضح أن الدراسات التي قام بها اليهود لطبيعة فلسطين التاريخية ومصادر المياه فيها قبل قيام "إسرائيل", وعند قيامها عام 1948م (عام النكبة) سيطرت على نهر الأردن وحولت مجراه ، ثم أكملوا السيطرة على مصادر المياه الأخرى في حرب 1967.
وأوضح العتيلي أنه في حال تم تطبيق خطة "ترامب" أو عملية الضم تنهي العملية السياسية ,وبالتالي لن يكون هناك أي مستقبل مما يعني عدم وجود دولة قابلة للحياة وينهي الوجود الفلسطيني، وخطوطنا المائية على نهر الأردن والبحر الميت، كما أنه ينهي وضعنا كدولة مستقبلية في هذا الحوض، وحقنا من بحيرة طبريا، ويبدد حلمنا في الحصول على 100 مليون متر مكعب من ينابيع مياه الفشخة، و 46 مليون مكعب من المياه التي تحصل عليها المستوطنات كانت ستحول لنا في حال قيام دولة فلسطينية وبهذه الخطورة لن نحصل عليها.
وزاد العتيلي: نحن لا نعلم الآن الوضع القانوني للبنية التحتية الفلسطينية التي أنشأناها بمساعدة الدول المانحة بحسب تقسيمات الأراضي (ج- أ- ب) ، وسوف تختلف أسعار المياه وستستحوذ إسرائيل على كل المصادر المائية الأخرى.
وأضاف: نحن دخلنا أوسلو وناضلنا من أجل قيام دولة فلسطينية والآن لدينا وضع دولة ويجب أن تجسد على أرض الواقع ، وبدون مياه لن تكون هذه الدولة قابلة للحياة.
وأوضح العتيلي أننا بدأنا بفقدان الثقة والإيمان بالقانون الدولي، وعلى القيادة الفلسطينية اتخاذ قرارات حاسمة بعد كل الفرص والاتفاقيات السابقة وها نحن أمام الفرصة لتعديل المسار لتحقيق الوجود الفلسطيني، إما مسار يدعمه المجتمع الدولي بمرجعيات واضحة، و إما لن ينتهي هذا الصراع لأنه لم يتبق خيارات أخرى للحل.