نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - تحدث رئيس هيئة حكماء أفريقيا، ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى عن مواقفه تجاه عدد من القضايا المهمة بالمنطقة العربية التي شغلت الرأي العام العربي لسنوات، أبرزها مواقفه من القضية الفلسطينية وخطة ترامب للسلام.
حول خطة ترامب و"صفقة القرن"
ودعا موسى العالم العربي إلى الاشتباك الجريء مع العرض الأمريكي الإسرائيلي للسلام أو الخطة التي طرحها ترامب تحت اسم "صفقة القرن".
وأوضح خلال برنامج "الحكاية"، مع الإعلامي عمرو أديب تابعه النجاح الإخباري، أن المقصود بالاشتباك هو التعامل مع الصفقة ومواجهتها، حيث يرى موسى أن الأمور تغيرت جذريا في طريقة إدارة العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تراجعت في السنوات الأخيرة الا أنها أساس من أسس الاستقرار بالمنطقة.
وأثارت بعض تصريحات موسى ردود فعل عديدة ومتباينة في الوسط السياسي ما دعاه للرد والتوضيح: "هناك من يسوق العنوان دون الدخول في التفاصيل".
وأوضح كيفية الاستفادة من صفقة القرن بناءً على نقطة الشرعية التي يرى أنها كلمة السر في هذه القضية قال:"ان لم نتعامل معها تعاملا سليما وصولا لاتفاق اقليمي، فسنقع في مأزق، حيث يمكن للولايات المتحدة فرض "صفقة القرن" لكن سيف الشرعية سيظل مسلطا".
وتابع أنَّ الحياة تغيرت، موازين القوى واضحة حيث إنّ الولايات المتحدة قوة عظمى عالمية تطور موقفها من وسيط الى قوة فرض الحل التي قوبلت برد فعل فلسطيني رافض إلا أن الاسرائيليين لن ينتظروا طويلا ما يحتم علينا كعرب أن نتحرك ولا نبقى صامتين، "علينا إبراز وجهة نظرنا وتحديد مطالبنا"
وعن موقفه الشخصي أوضح موسى أنه لا يمانع التطبيع والاعتراف وعلاقات الجوار الحسنة لكني أطالب بالحق بدولة حقيقية تستطيع القيام بمهامها" مشيرًا إلى أن الحديث ينبغي أن يدور بهذه الصيغة على المستوى الفلسطيني.
ولفت إلى أن مدة الأربع سنوات التي تركها ترامب للفلسطينيين قبل البدء بتنفيذ خطته المطروحة، يمكن الاستفادة منها من خلال التركيز على نقطة خطيرة للغاية وهي الشرعية إذ يمكن للخطة الأمريكية الإسرائيلية المزدوجة فرض نفسها لكنها لن تكون مشروعة، وستكون مرفوضة عالميا بحسب موسى.
لا بد من ترتيب البيت الفلسطيني قبل الشروع بأي حراك
وشدد موسى على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني كمحور أساس لصون القضية، "فإن لم يصطف الفلسطينيون فلا يلومون إلا أنفسهم"،
لافتا إلى أن المرحلة الراهنة هي مرحلة اصطفاف وطني لكل التنظيمات لتوحيد الصف وتوضيح المطالب إلا أنه من غير الممكن أن يجلس الفلسطينيون مع الإسرائيليين دون دعم عربي ودولي.
وقال إن من المهم التركيز على الإطار الذي ستتم تحت رعايته المفاوضات، للوصول لنتيجة منصفة فلابد من الجلوس مع أمريكا والتفاوض على أساس القرارات الدولية والشرعية بشأن فلسطين على أن يستند الموقف للمبادرة العربية وقرارات الشرعية التي تشمل قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، "نتحدث عن دولة بمكوناتها و حدودها وعاصمتها وأسسها والتعايش ما بين الدولتين وضمان أمنهما وهل ستكون منزوعة السلاح أم لا".
واقترح أن تشكل الدول الخمسة دائمة العضوية وعلى رأسها الولايات المتحدة بوجود روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا كزعيمة للاتحاد الأوروبي الإطار والمحددات لحل هذه القضية.
في حين يقف الجانب العربي المكون من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية بالإضافة للاتحاد الإفريقي، حيث تجتمع هذه الأطراف ذات المواقف المتباينة لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.
قضية القدس
وأكد على أن القدس أساس التفاوض مع الإسرائيليين والأمريكان قائلا:"يجب انقاذ الموقف برد فعل عملي، يمكن أن نعتبر القدس مدينة واحدة غير مقسمة لكن لها شرق وغرب وأن يكون جزء منها عاصمة للدولة الفلسطينية لها سيادتها، وأن نطالب بالقدس الشرقية ضمن إطار المدينة الواحدة".
شرعنة الاستيطان
وبخصوص موضوع الاستيطان ألمح إلى أن كل الدول تستطيع الوقوف في وجه هذه النقطة وحلها لافتا إلى أن معظم دول الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والدول الإسلامية رفضوا صفقة القرن لافتا لموقف روسيا التي اقترحت احياء المبادرة الرباعية والاتحاد الإفريقي رفض بالكامل وأيد القضية الفلسطينية بإطار الشرعية، إلا أن النقطة المحورية تبقى في توحيد الصف الفلسطيني، والترحك نحو الحلول لا العرقلات.
وكشف موسى سر حرص أمريكا على إسرائيل وعلاقتها القوية بها، بقوله: "هي سياسة غربية بحت، حيث منذ البداية وقف الأمريكان خلف وعد بلفور 1917 ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية وهدفوا لخلق كيان إسرائيلي قائم على تقسيم ثلاثي، دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية عربية وكيان دولي (القدس).
واقع الوطن العربي
أما عن واقع العالم العربي اليوم فقال إنَّ الغرب ينظرون إلى العالم العربي كقوة ثرية لكنها ليست قوة اقتصادية، من السهل إقناعهم وقيادتهم، ثم إن وجود بؤرة كإسرائيل في قلب الوطن العربي تمنع تجمع العرب وتوحد موقفهم ما قد يزعج القوى العظمى وعلى رأسها أمريكا.
ولفت إلى فترة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر التي ظهرت القوة العربية الذي حيث أوجد تجمعا من بين دول العالم الثالث وقف بين الإشراكية والرأس مالية .
ووسط كل المجريات على الساحة العالمية أشار موسى إلى أن استمرار أمريكا في فعل ماتفعله في فلسطين سيحدث انفجارًا خاصة في ظل انهيار الموقف العربي في الكثير من القضايا وتشعبها إلا أنه يمكن الاستفادة من موقف الجامعة العربية والبناء عليه، بحسب موسى.
الخطة التركية وواقع تركيا في المنطقة
وحول الخطة التركية أكَّد أن لتركيا خطة غير عشوائية مشيرا إلى موقع تركيا الريادي في المنطقة ودورها مع الاتحاد الأوروبي ودورها في المجال التركي والشرق الأوسط والمجال الإسلامي وتحركاتها بهذه الاتجاهات يجب أن تؤخذ على محمل الجد
وصرّح موسى بأن تركيا أخطر بكثير من إيران من حيث تحركاتها الاستراتيجية وأماكن تواجدها من خلال قاعدة في الخليج العربي، والبحر الأحمر، وجنوب البحر الأبيض، كما أنها تلعب دورا ذكيا بين القوتين الأمريكية والروسية، تعرف متى تنفذ المتوقع منها وتملك أن تقول لأي طرف، كما أنها تلعب بالكرت الإسرائيلي.
وأضاف أن لدى تركيا منطلق قوة اقتصادية وتتمتع بمركز جغرافي ما بين روسيا والغرب بأكمله، وهي على صلة جيدة بالاتحاد الأوروبي ما أدى لنهضتها وقفزتها النوعية.
العلاقة المصرية التركية
أما عن العلاقة المصرية التركية فقال موسى إنها يجب أن تكون جيدة "رغم احتجاجنا على موقف تركيا من ليبيا، إذا تفاهمنا على عدة نقاط كليبيا وسوريا".
وتطرق للحديث حول موضوع سد النهضة الذي رآى أنه من الأفضل أن يُترك للحكومة التصرف رغم احتمالية أن يكون اقتراح أمريكي قائم على المفاوضات الي جرت بين الدول الثلاثة في واشنطن سابقا بخصوصه نهاية الشهر القادم.
وفي نهاية حديثه حول مجمل القضايا على الساحة العالمية لفت إلى أن مصر تنعم بالأمن والاستقرار وتمارس نشاطاتها لكن المطلوب منها في اللحظة الراهنة الوقوف وراء المواطن وحقوقه وأن يكون النقاش العام عن مشاكل مصر التي يحددها الناس.
كما كشف باعتباره رئيس هيئة حكماء أفريقيا، عن دوره في دفع العمل الأفريقي المشترك وإيقاف النزاعات المسلحة في القارة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لرفع العقوبات عن عدد من الدول الأفريقية.