رام الله - النجاح الإخباري - أكد الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي، أهمية دعم العملية التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني والعمل على فضح وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وقال أبو علي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة الـ80 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين التي عُقدت اليوم الأحد، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة فلسطين، والتي ألقاها بالنيابة عنه مدير إدارة فلسطين في قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة بالجامعة حيدر الجبوري، "إننا نجتمع اليوم في ظرف في غاية الدقة تمر به قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية في ظل ما يحاك وما يتم تسريبه عن خطة أميركية أطلق عليها "صفقة القرن".
وأضاف، "البيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي عقد بحضور الرئيس محمود عباس بتاريخ 21-4-2019 أكد رفض أي خطة أو صفقة لا تنسجم مع المرجعيات الدولية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين في العودة والتعويض وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية، ودعم خطة الرئيس لتحقيق السلام والتي قدمها في مجلس الأمن عام 2018.
وشدد أبو علي على أن التعليم يظل هو أحد مقومات صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتشبثه بحقوقه، مشيرا إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يستهدف على مدار عقود طويلة العملية التعليمية، من خلال ضرب محاورها الرئيسية الثلاث وهي المعلم، والطالب، والمنهاج.
وأوضح أن الاحتلال يستهدف المنهاج الفلسطيني في القدس الشرقية، من خلال محاولة فرض المنهاج الاسرائيلي على المؤسسات التعليمية فيها لمحو الهوية العربية، كما يعمل على الحيلولة دون إنشاء أي مدارس جديدة أو ترميم المدارس القائمة مما يمثل صعوبات إضافية لعملية التعليم وتهديد خطير لاستمرارها .
ونوّه أبو علي إلى ما تقدمه وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم الجامعي والعالي في فلسطين من جهود وما تحققه إنجازات على المستويات الإقليمية والدولية، وقال: "كلنا ثقة بأن اعادة هيكلة مؤسسة التعليم الفلسطينية بوزارتين احداهما للتربية والتعليم وأخرى للتعليم العالي والذي سيدفع قدما المسيرة التعليمية، ويؤتي بنتائج إيجابية".
وأمل أن يخرج الاجتماع بتوصيات تسهم في تحقيق تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة تعليم أبناء الفلسطينيين وضمن جودة التحصيل العلمي لهم بما يمكنهم من الارتقاء بمؤسسات دولتهم المستقلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكينها من ممارسة سيادتها واستقلالها لترتقي إلى مستوى الدول المتقدمة علميا.
بدوره، دعا وكيل وزارة التربية والتعليم، رئيس وفد دولة فلسطين بصري صالح، إلى أن تعقد الدورة المقبلة لمجلس الشؤون التربوي في دورته الـ 81 في فلسطين لتطلع على واقع التعليم وأن تشاهد ما يجري في الاراضي الفلسطينية، مشددا على أن انعقاده يعتبر إنجازا هاما وقفزة في عمل اللجنة بأنها ستلامس الواقع.
وأكد صالح لـ وكالة "وفا" الرسمية عقب الجلسة الافتتاحية، ضرورة الخروج بتصور يعرض أمام اجتماع وزراء التربية والتعليم بالدول العربية والذي يعقد سنويا بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة، مشددا على ضرورة أن تحاط جامعة الدول العربية بالعديد من القضايا الهامة فيما يتعلق بما يجري الآن في فلسطين من خروقات للتعليم
وشدد، على ضرورة أي يحمل هذا الاجتماع مضامين محددة وضرورة تطبيقها وتعالج بعض القضايا بشأن المشاكل التي نواجهها سواء في فلسطين او أبنائنا في الدول العربية المضيفة للاجئين خارج فلسطين حتى نتأكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.
وقال صالح: إن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في ظروف حساسة، خاصة فيما يتعلق بموضوع القدس وما يجري من خروقات اسرائيلية فاضحة للتعليم الفلسطيني داخل القدس سواء باستهداف المدارس او استهداف المنهاج الفلسطيني اي باستهداف الهوية والرواية الفلسطينية .
وسيقدم وفد دولة فلسطين في الاجتماع فيلما وثائقيا بعنوان " الأطفال في دائرة الخطر" وهو من إنتاج تلفزيون فلسطين ووزارة التربية والتعليم والتي يحوي تجسيد وتوثيق الممارسات الاسرائيلية والمستوطنين للأطفال في فلسطين ومعاناتهم اليومية في الوصول الى مدارسهم .
بدورها، أكدت مدير عام العلاقات الثقافية والوافدين بوزارة التربية والتعليم المصرية حنان مفتاح، أن مصر تبذل كل جهد لدعم الشعب الفلسطيني كما تدعم الطلبة العرب الذي يتعلمون في مصر بما فيهم الفلسطينيون، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يقضي على الأخضر واليابس في الأراضي العربية المحتلة بفلسطين، وينتهج صنوف القهر والظلم والعدوان ضد أبناء الشعب الفلسطيني الصابر والصامد على أراضيه.
ومن جانبه أكد مدير عام الشؤون الفلسطينية بوزارة الخارجية الأردنية وفيق خرفان، التزام الأردن بحقوق الشعب الفلسطيني،
انطلاقا من إدراكه أن القضية الفلسطينية هي قضية الأردن الأولى، مشيرا إلى أن القدس تحديداً تشهد استهدافا لعملية التعليم، ونتيجة هذا الاستهداف هناك ارتفاع نسبة التسرب في التعليم إلى 13% وهي نسبة عالية حتى بالمقارنة مع مناطق فلسطينية ترزح تحت ظروف احتلالية خاصة.
يذكر أن الدورة الـ80 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين ستناقش على مدى يوم واحد، واستعراض التقارير المقدمة من الدول، والعملية التربوية والتعليمية في الأراضي الفلسطينية وفِي القدس الشرقية المحتلة والسياسات التهويدية الاسرائيلية وجدار الفصل العنصري وتأثيراته الخطيرة على العملية التربوية والتعليمية، اضافة الى اعتماد توصيات لجنة البرامج التعليمية الموجهة الى الطلبة العرب في الاراضي المحتلة في دورته 99، ومن المقرر أن يرفع المجلس تقريرا بنتائج أعماله إلى الدورة المقبلة لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول المضيفة في اجتماعه المقبل .