وفا - النجاح الإخباري - لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها استهداف الرئيس الفلسطيني من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية ولن تكون الأخيرة، حيث تعمل مراكز الدراسات والبحوث في الكيان الاسرائيلي على حملة منظمة تستهدف التحركات السياسية للرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين..رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية يوم الأربعاء، تقريراً عنوانه "أبو مازن ، الرحالة الفلسطيني " تحدث عن السفريات والجولات الخارجية لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وقالت الصحيفة: "إن عباس أمضى ثلث وقته خلال عام 2018 حول العالم".
سأكتفي في مقدمة التقرير الوارد في الصحيفة العبرية .
بكل تأكيد فإن مؤسسة صناعة الإعلام العبري ومراكز الدراسات وما تقوم به من حملات التحريض المختلفة، ومنها السفر المتواصل لدول العالم والتكلفة الباهظة لطائرة الرئيس، ومن جانب آخر تتحدث أيضاً عن الوضع الصحي للرئيس وكذلك عن عمره البالغ 83عاما، وترقب أيضاً كلمات الرئيس وخطابه في كل مرة، وتقوم تلك المؤسسات الإعلامية والبحثية في التدقيق بكل كلمة وخاصة حين يستخدم كلمات خارج النص المكتوب، وتعمل بعد ذلك على هجوم في غالب الصحف العبرية ويتم توجيه الاتهامات إلى أن تم تقديم شكاوى إلى الأمم المتحدة.
والغريب هو توجيه حملات التحريض من قبل ذوي القربى وخاصة من قبل "حركة حماس" حيث ترافق ذلك في العديد من المحطات، خاصة حين يتوجه الى الأمم المتحدة في نيويورك
لم يدعي الرئيس الفلسطيني، قبل أن يتولى رئاسة السلطة والمنظمة أنه يملك برنامج من أجل تحرير فلسطين من خلال الكفاح المسلح، ولم يكن الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات قد دخل إلى فلسطين وأقام السلطة الفلسطينية، وخلفه جحافل الجيوش العربية والإسلامية. وهذا ما كنا نتطلع أن يحدث، أن نعود إلى فلسطين منتصرين، ولكن الدخول إلى فلسطين، حدث نتيجة اتفاق أوسلو، ونتيجة القبول العربي منذ سنوات حكاية السلام .
لست معنياً في العودة الى التاريخ والعوامل التي أدت إلى الوصول إلى ما نحن عليه، ولكن يتوجب علينا أن نطرح سؤالاً: لماذا هذه الحملة الإسرائيلية المنظمة على الرئيس أبو مازن، خاصة حين يتوجه الى الأمم المتحدة في نيويورك؟.
الرئيس لا يملك الطائرات والدبابات والصواريخ، وفي المقابل لا يمنع أن يعمل العرب والمسلمون على تحرير فلسطين من النهر حتى البحر، وهذا لا يعني أن نستسلم للعدو الإسرائيلي والمشروع الصهيوني العنصري، وهذا يتطلب عوامل عديدة في مواجهة المشروع الصهيوني يدركها الجميع.
وحول حماس، يدرك الجميع كيف بدأت حماس قبل انطلاقتها في الجمعيات الخيرية والمجمع الإسلامي في قطاع غزة بشكل خاص، وبعد الإعلان عن الانطلاقة الميمونة لحركة حماس، رفعت شعار المقاومة والجهاد، وقالت إن فلسطين من النهر حتى البحر هي أرض وقف، وستبشر الشعوب العربية والإسلامية خيراً، ولكن بعد سنوات قال الشهيد أحمد ياسين مؤسس حماس إن حماس تقبل بدولة فلسطينية على حدود 67 مقابل هدنة لمدة تتراوح بين عشر سنوات الى عشرين عاماً، لكنه اشترط عدم اعتراف حماس بـ"إسرائيل "، واليوم تقبل حماس بخطوات متدرجة، تبدأ في الهدنة، ويلي ذلك خطوة أخرى هي تبادل لبعض الأسرى الفلسطينيين مقابل الجثث والمفقودين من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وينتهي المشهد في إقامة دويلة غزة تحت سيطرة حماس.
لذلك ما يجمع كل من حماس وإسرائيل في حملة التحريض على الرئيس أبو مازن هي المصالح المشتركة، وهنا أشير لما تتحدث الصحيفة العبرية عن الرئيس الفلسطيني من منطلق الحرص على الشعب الفلسطيني!!، بل أن الرئيس استطاع تحقيق العديد من الأهداف السياسية للقضية الفلسطينية، فلم يكن الاعتراف العالمي بدولة فلسطين والتبادل الدبلوماسي مع دول العالم من فراغ، بل كان بسبب الجولات المتكررة لدول العالم من قبل الرئيس، وقد تحقق الاعتراف الأممي عام 2011 بدولة فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، بسبب الجهود التي يبذلها الرئيس أبو مازن، وكذلك انضمام دولة فلسطين إلى العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية.
لم يعد الشعب الفلسطيني مجرد أعداد اللاجئين الفلسطينيين وفق "الأونروا"، لقد وصل اليوم إلى 6.5 مليون فلسطيني هم على أرض فلسطين من النهر حتى البحر موجودين داخل فلسطين اليوم، العالم يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ليس من أجل تحقيق أهداف إنسانية بل العالم يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفقاً للقرارات الشرعية الدولية
وبغض النظر عن الخلافات السياسية أو المصالح، التي لم يحققها البعض من الرئيس، أو يشعر أن هناك أخطاء قد حدثت في المسيرة السياسية الفلسطينية، فإن هذا لا يعني أن نمارس جلد الذات، الذي قد يكون المستفيد الأول منه "إسرائيل ".
وعلى الرغم مما نحن فيه سوف ينتهي الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، كما انتهى في كافة الدول الاستعمارية في العالم.