نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أكد النائب في مجلس النواب الأردني المحامي صالح العرموطي أن وقف الأردن أمس العمل بملحقيْ الباقورة والغمر من اتفاقية السلام مع إسرائيل،ينسجم مع رفض المملكة أيضا ل"صفقة القرن" ودعم للموقف الفلسطينية وردا على الانتهاكات الاسرائيلية بحق القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية.
واعد العرموطي ذلك بمثابة عودة عودة الأراضي المستأجرة في المنطقتيْن إلى السيادة الأردنية، بعد انتهاء مدة الانتفاع من الأرض لمدة 25 سنة.
وقال العرموطي في اتصال هاتفي مع "النجاح الإخباري" من العاصمة الأردنية عمان إن القرار السيادي الأردني جاء ردا صريحا ايضا على سياسات الحكومة اليمينية الإسرائيلية وتعنتها وممارساتها الأحادية في القدس والانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وحول الطلب الاسرائيلي بالتفاوض لتجديد الملحق شدد العرموطي على أن القرار صدر من أعلى المستويات في المملكة وأن الخطوة القادمة هي الدفع باتجاه اسقاط اتفاقية وادى عربة خاصة وأن اكثر من 90 نائيا تقدم في وقت مضى للحكومة بالعمل على اسقاط الاتفاقية.
وشدد العرموطي لـ"النجاح الإخباري" على أن القرار الأردني جاء منفردا ما يحمل مدلولات وطنية كبيرة وأن المملكة تشهد مناخا احتفاليا من شمالها الى جنوبها.
وردا على سؤال يتعلق بالخطوة القادمة اكد العرموطي على ان الحكومة الأردنية بدأت مساء أمس بإعداد صيغة المراسلات الأردنية الى الجانب الإسرائيلي، لإبلاغه بوقف عقود إيجار أراض من منطقتي الباقورة والغمر وبالتالي عودة السيادة الأردنية على هذه الأرض بشكل مباشرة بعد يومين.
وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه شخصيات سياسية أردنية أمس، «إنهاء ملحقيْ الباقورة والغمر من اتفاقية السلام مع إسرائيل"، وقال: "تم اليوم (الأحد) إعلام إسرائيل بالقرار الأردني بإنهاء العمل بالملحقيْن"، مشيراً إلى أنّ "الباقورة والغمر أراض أردنية، وستبقى أردنية، ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا".
وكتب عبد الله الثاني على صفحته على موقع "تويتر": "لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام انطلاقاً من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين".
الاحتلال يهدد
وهدد وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل، اليوم الاثنين، بقطع المياه عن العاصمة الأردنية عمان، ردا على القرار الاردني.
وقال الوزير في مقابلة مع القناة الأولى الإسرائيلية، إن إسرائيل ستقلص المياه التي تزود بها عمان من أربعة أيام إلى يومين في الأسبوع إذا تم إلغاء الملحق الخاص بقريتي الغمر والباقورة.
وبمقتضى ملحق باتفاقية السلام، استأجرت إسرائيل نحو ألف فدان من الأراضي الزراعية في القطاع الجنوبي من حدودها مع الأردن، وكذلك منطقة صغيرة تعرف باسم "جزيرة السلام" قرب بحيرة طبرية.
والباقورة منطقة حدودية أردنية تقع شرق نهر الأردن في محافظة إربد (شمال)، وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالى ستة آلاف دونم. أما الغمر، فهي منطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة (جنوب)، وتبلغ مساحتها حوالى أربعة كيلومترات مربعة.
وعلى مدى الأيام الماضية، طالبت فعاليات شعبية بإلغاء ملحقيْ الباقورة والغمر من اتفاقية السلام مع إسرائيل، وتداعى نحو 90 نائباً لتوقيع مذكرة نيابية ربطت استمرار منح الحكومة الثقة بإلغاء استئجار الأراضي الأردنية من الجانب الإسرائيلي، وهو العقد الذي تنتهي مدته في 25 الجاري.
وتعود قصة أراضي الباقورة والغمر إلى مفاوضات وادي عربة العام 1994 حين طالب الجانب الإسرائيلي بحق الانتفاع من الأراضي في مقابل منح الأردن أرضاً بديلة. إلا أن المفاوض الأردني تمسك ببقاء الحدود على وضعها التاريخي، في مقابل السماح باستخدام إسرائيل إياها لمدة 25 سنة، يكون بعدها القرار الأردني مستقلاً بالتجديد أو إلغاء حق الانتفاع.