النجاح الإخباري - قال وزير الخارجية رياض المالكي إن دولة فلسطين لم تختر المواجهة مع الولايات المتحدة، ولكن تصرفات هذه الإدارة الأميركية وسياساتها وخطابها، بما فيها الاعتداء على القدس، وحقوقنا، جوهر أمتنا الإسلامية، قد أجبرتنا على هذه المواجهة، وإن فلسطين ستدافع عن نفسها، وسنواصل بذل الجهد عبر جميع الإجراءات الدبلوماسية والقانونية المتاحة للدفاع عن شعبنا وحقوقنا الوطنية وأماكننا المقدسة.
جاء ذلك، في كلمته أمام اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، على هامش القمة الإسلامية الطارئة المنعقدة اليوم الجمعة في مدينة اسطنبول التركية.
وأضاف، في ذكرى إحياء شعبنا الفلسطيني مرور سبعين عاما على النكبة المستمرة، أظهرت الإدارة الأميركية بافتتاح سفارتها بالقدس، استهتارا بحقوق الشعب الفلسطيني وتاريخه والظلم الدائم الذي تعرض له.
وشدد أن دولة فلسطين تدين هذه الخطوة وتعتبرها عملا عدائيا ضد الشعب الفلسطيني والقانون الدولي. وقال: "لقد أوضحنا في القيادة الفلسطينية أننا نعتبر نقل هذه السفارة عملاً غير قانوني وأن وجودها في القدس متساوٍ في عدم شرعية وجسامة أي موقع استيطاني".
وطالب المالكي دول منظمة التعاون الإسلامي بضرورة دعم التوجه الفلسطيني السياسي، والقانوني والدبلوماسي، بما فيه قرار إحالة الجرائم الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وجهود دولة فلسطين في تشكيل لجنة تحقيق دولية في الأحداث التي وقعت منذ آذار/ مارس الماضي، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من مجازر الاحتلال وإرهاب حكومته ومستوطنيه.
وأشار وزير الخارجية إلى أن لجنة التحقيق المستقلة التي طالبت بها دول العالم أجمع تم رفضها من قبل الولايات المتحدة، المدافع والمتواطئ في جرائم اسرائيل، وهو ما يجعلنا نلجأ ونعود إلى مؤسسات الأمم المتحدة كافة، لتحييد استغلال أميركا البشع لحق النقض، والعودة بإصرار للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المالكي، "نلتقي اليوم على وقع مجزرة دموية ارتكبتها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد أبناء شعبنا المسالم الذي قام بحقه بالتعبير والتظاهر السلمي، في مسيرات حق العودة في قطاع غزة، وبدعم مطلق من الإدارة الأميركية، ونقلها لسفارتها ودعمها للايديلوجيا، والرواية الأسطورية، حيث ارتقى أكثر من 60 شهيدا في غزة والضفة وأكثر من 2770 جريحا".
وأضاف، "يجب أن يكون لهذا السلوك الإجرامي ثمنا. ويجب ألا تكون المساءلة واحترام القانون الدولي موقفاً أو فعلاً اختياريا".
وشدد على ان على دول المنظمة القيام بمجموعة أفعال وتدابير ملموسة تتسق مع قرارات القمم، والمجالس الوزارية، ومع واجبنا أمام شعوبنا. وقال: "لا يمكننا أن نشرح لشعوبنا أن منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء فيها غير قادرة على اتخاذ تدابير ملموسة لمواجهة هذا الوضع الخطير. في هذا الصدد، اسمحوا لي أن أسأل، أسئلة تطرحها شعوبنا: لماذا لم تستدعي دول منظمة التعاون الإسلامي سفرائها من الولايات المتحدة، ولماذا لم تحتج دولنا على مشاركة الدول في احتفالات نقل السفارة الأميركية، ولماذا لم يستخدم أعضاء منظمتنا قوتهم السياسية، والمالية والتجارية الهائلة مع تلك الدول، بما في ذلك غواتيمالا، للتأثير على سياستها ضد القدس، ولماذا لا يزال أعضاء منظمتنا لديهم علاقات مع غواتيمالا".
وأضاف: "لقد حان الوقت للعمل، لأن الأعمال الأميركية تمثل تهديدات استراتيجية عدة ضد حقوقنا الجماعية ويجب علينا مواجهتها".
وطالب المالكي دول منظمة التعاون الاسلامي باتخاذ مواقف جادة، وقرارات اقتصادية وسياسة ودبلوماسية تجاه تلك الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس. وأشار كذلك الى ان اسرائيل تتمتع بالدعم الأيديولوجي الأعمى من الكونجرس الأميركي، الذي تبنى عدة تشريعات عدائية ومنحازة ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك ما يسمى بقانون المحاسبة الفلسطيني.
وقال: "لقد أن الاون للدول الأعضاء في منظمتنا لمقاطعة وإدانة الكونغرس الأميركي الذي أظهر التحيز والعداء تجاه الشعب الفلسطيني وضد القدس".
وطالب المالكي الدول الاعضاء بالتوقف عن الترحيب بأعضاء الكونغرس الذين يصوتون ضد فلسطين في عواصم دولنا، وقال: "لقد حان الوقت لكي يفهم الكونغرس أن الاعتداء على حقوق وحياة وتطلعات الشعب الفلسطيني والمشاعر الدينية للأمة تترتب عليه عواقب جمة."