النجاح الإخباري - أعلن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الخميس أن بلاده ضربت "كل البنى التحتية الإيرانية تقريباً" في سوريا، مشدداً على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتحويل سوريا إلى قاعدة أمامية ضدها.

وأضاف ليبرمان، في مؤتمر هرتزليا الأمني قرب تل أبيب إنه يأمل أن تكون أحدث جولة من العنف مع إيران على الحدود السورية قد انتهت. وقال "آمل أن نكون انتهينا من هذا الفصل وأن يكون الجميع قد فهم الرسالة"، مؤكداً أن إسرائيل لا تريد تصعيد الوضع.

وفي حديث لـ"النجاح" مع الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، أكد ان الموقف الإسرائيلي هو عدوان ورد عدوان بذات الوقت، فإسرائيل دائماً وأبداً كانت تعتدي على سوريا وتعتبرها هي وكل الساحات العربية مجالا مفتوحا لاعتداءاتها وتصرفاتها الإجرامية.

وقال عريقات: "الردود كانت صادمة لإسرائيل فهي لم تكن تتوقعها، وكل من تابع ليلة أمس شعر أن إسرائيل عاشت ليلة من الخوف والقلق، فالقوات الاسرائيلية أصدرت تعليمات للسكان بالنزول الى الملاجئ، وبعد فترة سمح لهم بالخروج منها كونها غير مجهزة".

وتساءل اللواء عريقات: إذا كان سقوط عشرات الصواريخ على إسرائيل جعلتها تعيش ليلة رعب حقيقية، فكيف إذا استمرت وذهبوا باتجاه حرب استنزاف؟

وأوضح أن ما شوهد على وسائل الاعلام والمواقع الإسرائيلية ليس بكل شيء، وأن الاعلام الاسرائيلي موجه أمني استخباراتي ولا يتحدث الا بالقدر الذي تسمح له به الاستخبارات، فالوضع يمر بأدق الحالات وأصعبها، فاسرائيل لا تواجه جبهة واحدة كما في غزة او حزب الله في جنوب لبنان، بل يواجهون جهة ممتدة من طهران حتى جنوب لبنان، وليس سهلاً عليهم اتخاذ القرارات، وهم الآن يحاولون تهدئة الجبهة الداخلية بالقول إن الأمور تسير كالمعتاد وأن الطائرات الاسرائيلية قامت بالرد على الصواريخ التي اصابت اهدافها، وأن كل شيء طبيعي.

وتابع عريقات: "هناك عدة قراءات تحلل أن إسرائيل قلقة من عدة أوضاع وليس فقط في سوريا، الأوضاع في فلسطين من مسيرات العودة الكبرى في غزة، وفتح السفارة الأمريكية بالقدس، يجعل اسرائيل تستعد للتصدي، فرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سافر لموسكو، ووزير الحرب يشبك خط ساخن مع وزير الحرب الامريكي ويدور بينهم استدعاء للاحتياط ولو كان بالدفاع الجوي أو الاستخباراتي.

واستدرك: "إسرائيل شعرت بالإرباك الحقيقي، وتصريحات قيادتها عالية السقف ولكن اجراءاتها على ارض الواقع متدنية، فهي حائرة بين أنها تريد أن تنفذ لكنها غير قادرة على ذلك، فعلى حد قولهم ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية مستعدة لحرب واسعة بنسبة 38%"، موضحاً أن قواعد اللعبة تغيرت الان فالفترة الماضية كانت اسرائيل هي من تعتدي وتصرح بأن الرد سيكون بالمكان والزمان المناسبين، بينما اليوم هي من أعلنت الانتهاء والاستسلام وتدعي انها لا تريد تصعيد.

واستدرك قائلاً: "لكن الحقيقة ان إسرائيل تعتدي ولكنها لا تستطيع أن تسيطر على مجريات العدوان او تطوراته كما يجري الان فالقرار ليس بيدها، كما أنه وفي حال اندلعت حرب فاسرائيل ستخسر في كل الاحوال اذا ما واجهت جبهة الشمال فهي ليس لديها عمق اسرائيلي للقتال طويل الامد، فهو شعب رفاهية لا يستطيع التحمل.

وبحسب الخبير العسكري، فاسرائيل والولايات المتحدة تملكان ميزان قوى وقدرات عسكرية ضخمة، ولكن جبهة الشمال لديهم امكانيات برية ومقاتلين يملكون تجارب وصمود على الارض ضخمة، فاذا جرى افتحام للحدود وإسرائيل تحسب ذلك وهي تتكئ على حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لا أظن أن الولايات ستكون بنفس الأمل الاسرائيلي ولربما تبوق بها بمنتصف الطريق.