النجاح الإخباري - تعقد القوى العظمى اجتماعا في روما الخميس لبحث مستقبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تواجه أزمة غير مسبوقة بعد أن جمدت الولايات المتحدة عشرات ملايين الدولارات من حصتها من التمويل، بحضور رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله.

وصرح المفوض العام للاونرو بيار كرينبول أن الوكالة لديها ما يكفي من الأموال فقط لإبقاء المدارس والمستشفيات تعمل حتى أيار/مايو المقبل.

وأوضح أن إدارة ترامب التزمت حتى الآن بدفع 60 مليون دولار فقط للأونروا في العام الحالي بعد أن كانت مساهمتها 360 مليون دولار في 2017.

من ناحيته، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة جيمس ماكغولدريك أثناء إطلاق مبادرة أخرى لجمع الأموال للفلسطينيين، أن خفض المساعدات الأميركية للاونروا "مشكلة كبيرة".

وقال "أي خفض للمساعدات الإنسانية يخلق مشكلة أكبر لسكان غزة. ونسعى الان إلى تلبية هذه الاحتياجات".

وتسود مخاوف إزاء مستقبل المنظمة التي توظف أكثر من 20 ألف شخص غالبيتهم العظمى من اللاجئين الفلسطينيين.

وتقدم الأونروا التي تأسست عام 1949 المساعدات لقسم كبير من الخمسة ملايين فلسطيني المسجلين لاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.

ويدرس أكثر من 500 ألف لاجئ فلسطيني في مدارس الأونروا التي توفر أيضا خدمات صحية وعمليات تمويل.

يشار إلى أن إدارة ترامب اتخذت قرارا بتوقف مساعداتها للأونروا، بعد الموقف الفلسطيني الذي أعلنه الرئيس محمود عباس، برفض القرار الأمريكي بشأن القدس التي اعتبرها عاصمة لإسرائيل ومقاطعته للاجتماع مع المسؤولين الأمريكيين.

ويهدف ترامب من القرار الضغط على الفلسطينيين لكي يعودوا عن موقفهم من الإدارة الأمريكية.

ولم تنجح حملة كبيرة للحصول على تمويل أطلقتها الوكالة بعد تجميد باقي المساهمة الأميركية سوى في جمع أموال محدودة ولا يشعر الدبلوماسيون بالتفاؤل إزاء الحصول على تعهدات كبيرة خلال مؤتمر روما.

وفي كانون الثاني/يناير، كتب ترامب في تغريدة "ندفع مئات ملايين الدولارات سنويا إلى الفلسطينيين دون أي تقدير أو احترام في المقابل"، متهما اياهم بالتخلي عن مفاوضات السلام.

وأعلن كرينبول أن القرار الأمريكي أدخل الأونروا في أزمة مالية هي الأسوأ في تاريخها وأطلق حملة كبيرة من أجل تمويلها محولا الصفحة الأولى لموقعها إلى نداء للمساهمات.

وجاب مسؤولون كبار أنحاء العالم للتشجيع على الدفع إذ تسعى نحو نصف مليار دولار تقريبا من التمويل.

لكن ومنذ اطلاق حملتها "الكرامة لا تقدر بثمن"، لم تحصل سوى على تمويل جديد من الكويت بقيمة 900 ألف دولار.

وتابع كرينبول ان الهبات الخاصة كانت فقط ب"مئات الالاف" مضيفا انها "لا تشكل اختراقا"، ولم ترد الوكالة على عدة اتصالات للحصول على أرقام أكثر تحديدا.

وأفرج صندوق الامم المتحدة المركزي للطوارئ عن 30 مليون دولار فقط للاونروا الثلاثاء وذلك لمساعدتها على إبقاء برنامجها الغذائي مستمرا.

ومضى يقول ان "الدول كان تعتزم المساهمة ب20 الى 25 مليون دولار للاونروا وفجأة هناك نقص يفوق 300 المليون دولار. من الطبيعي الا تتقدم دولة بمفردها وتملأ هذا الفراغ".

لكن موظفي الأونروا قلقون للمبلغ الضخم الذي لا يزال ناقصا.

وتقول الباحثة في مركز التنمية ما بعد البحار نيكولا جونز ان مسؤولي الاونروا "قلقون جدا" دون شك للبطء في الحصول على المساعدات.

واضافت جونز "لقد حاولوا فعلا اطلاق حملة توعية عامة على نطاق واسع حول كلفة حجب التمويل واعتقد انه من المخيب جدا انها لم تحقق ثمارا".

ويهدف مؤتمر روما الذي تترأسه السويد ومصر والأردن إلى إعطاء زخم جديد. ومن المقرر إن يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بينما سيمثل الولايات المتحدة نائب وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد.

وصرح سفير السويد لدى الامم المتحدة اولوف سكوغ "اعتماد وكالة على واهب واحد يشكل نقطة ضعف"، مضيفا ان "تقاسم المسؤولية بشكل متساو أكثر أمر منطقي لكننا نأمل ان تظل الولايات المتحدة على التزامها".

يقول محلل الشؤون الفلسطينية الاسرائيلية لدى المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات ان الدول الاوروبية لا تؤيد ملء الفراغ في تمويل الاونروا.

ومن المقرر ان يعلن ترامب اقتراحه لمحادثات سلام جديدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، واعتبر لوفات أن كل الدول تنتظر لترى ما ستكون عليه رؤيته للاونروا.

وأشار لوفات إلى انه يتوقع أن تقوم الدول الأوروبية في مؤتمر روما ب"جهود منسقة لإحراج الأميركيين وإقناعهم بإعادة النظر" في موقفهم.