النجاح الإخباري - أكد مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، غازي مرتجى، أن كل التسريبات التي تتحدث عن احتمالية خروج الرئيس محمود عباس من المشهد السياسي مصدرها إسرائيلي، مشيرًا إلى أنه لا يوجد سبب مقنع لمغادرة الرئيس المشهد السياسي، تحديدًا وأنه رأس الحربة في مواجهة القرار الأمريكي.

وأشار مرتجى خلال برنامج "يحدث في فلسطين" على فضائية النجاح، إلى أن الرئيس محمود عباس أكد في حديث مباشر أنه لن يختم حياته بخيانة، لافتًا إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل  هنية طلب من الرئيس مواجهة القرار الأمريكي وصفقة القرن معا، ضمن مشروع سياسي وموقف موحد.

ويعتقد الرئيس وفقًا لمرتجى، أن حماس لا تريد مصالحة بالوقت الحالي، وهو ذهب بقرار من اللجنة التنفيذية لعقد المجلس الوطني الذي يشكل الركيزة الأساسية في السياسة الفلسطينية، وعند عقده يتم تجديد الشرعيات، مشددا على ضرورة جر حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمربع مواجهة التعنت الأمريكي، مؤكدًا أنه واجب على حركة فتح عدم الاستسلام ومواصلة المحاولة لجر الفصائل لتشارك في اجتماع المركز الوطني لتكوين جسم فلسطيني موحد للمواجهة المطلوبة.

ولفت مرتجى إلى حديث مسرب حول توقعات حركة فتح بسعي حركة حماس للاستحواذ على رأس منظمة التحرير الفلسطينية، مبينًا أن هذا التفكير فيه إقصاء للآخر، مؤكدًا ضرورة عقد اجتماع المجلس بمشاركة جميع الفصائل.

وفيما يخص عقد الاجتماع في رام الله، فقد نوه مرتجى إلى أن التكنولوجيا أبطلت عوائق الحركة، قائلا: "يمكن استخدام تقنية "الفيديو كونفرنس" لحل هذا الأمر".

وبيّن أن إنهاء الانقسام حتى لو تم إداريًا، لن ينتهي بحال لم يتم توحيد شطري الوطن سياسيًا عبر جسم فلسطيني موحد، مشيرًا أن الفصائل لن تقبل بترك منظمة التحرير لوحدها، كما أن مشاركة حماس مطلوبة وضرورية. مشددًا على أن كل الفصائل تؤمن بذات الثوابت حتى في مجل الأمن، فكل الفصائل مع المقاومة الشعبية دون إسقاط أشكال المقاومة الأخرى، وبالتالي لا يوجد اختلافات جوهرية تمنع وحدة المشروع السياسي.

وفيما يتعلق بمشاركة الجبهة الشعبية في اجتماع المجلس المركزي، قال مرتجى: "سابقًا قررت الجبهة عدم المشاركة بالاجتماع لكنها شاركت بعد ذلك. وفيما يخص المجلس المركزي فلم توقع الجبهة الشعبية على مخرجاته، لكنها أصدرت بيانًا يحث على الالتزام بالمخرجات، هذا الانفصام من قبل بعض الفصائل غير مفيد".

وأضاف أن اليسار يعد جزءاً أساسيًا في السياسة الفلسطينية، وعدم المشاركة يضعف الاجتماع، ولكن لن يوقف عقده، لإن حماس أكبر من الجبهة الشعبية كفصيل، وامتناعها عن المشاركة لن يوقف عقد الاجتماع، لكن يجب إعادة الحوار مع الشعبية كونها ثاني أكبر حزب في منظمة التحرير.

وأشار إلى أن عقد المجلس الوطني، سيسفر عنه انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، الأمر الذي سيجدد الشرعية، ويقود لتغيير وتكليف أشخاص جدد في المجلس الوطني، وهذا بدوره سيضخ دماء جديدة في المجلس واللجنة التنفيذية، وسيسكت كل الألسن التي تتحدث عن مرحلة ما بعد الرئيس لإي سبب كان، حيث أن الرئيس يواجه ضغوطًا كبيرة، وهناك حديث حول انهيار منظمة التحرير، بالتالي فإن انعقاد المجلس سيعيد ضخ الشرعية لأذرع المجلس الذي يعاني من التكلس في بعض أذراعه.

وتطرق مرتجى للحديث عن محاولات ابتزاز الرئيس والضغط عليه في ظل مواجهته للقرار الأمريكي، عبر الحديث عن المرحلة التي تلي الرئيس أبو مازن، منوهًا إلى أن التركيز على هذا الجانب خطأ إعلامي وانجرار وراء إعلام الاحتلال، مشيرًا إلى أن اللجنة التنفيذية حينها ستختار رئيسًا آخرًا، وفقًا للانتخابات.

وأكد مرتجى أن القضية الفلسطينية تمر في أخطر المراحل منذ عقدين، لذلك المطوب توحيد الجهود السياسة الفلسطينية، لإنهاء الانقسام، فقد تقدمنا خطوة في المصالحة ولا يمكن أن نتراجع للوراء.

وأوضح أن فصائلا وأشخاصًا سيكونون عرابين لصفقة القرن، لكي يجمعوا الغنائم ويشاركوا في تصفية القضية الفلسطينية، فصفقة القرن لن تتم دون مسير فلسطيني، إلا أن الشعب موجود وسيلفظ هؤلاء الأشخاص.