النجاح الإخباري - ذكرت صحيفة الحياة اللندنية، أن المسؤولين في بروكسل أبلغوا الرئيس محمود عباس، بأنهم غير راضين عن إدارة أميركا لملف العملية السياسية، لكنهم في المقابل لا يستطيعون أن يكونوا بديلاً لها بسبب قربها من إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ أوروبي قوله، إن مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد فريدريكا موغيريني، صرّحت أن أميركا تستبعد الاتحاد الأوروبي من جهود عملية السلام، ولا تطلعنا على تفاصيل خططها المقبلة، ومع ذلك فإننا غير قادرين على أن نحل محلها».
وبحسب الصحيفة، فان موغيريني، أشارت إلى تجربة فرنسا في عقد مؤتمر دولي العام الماضي، والذي قاطعته إسرائيل، ورفضت المشاركة فيه، مما أدى إلى توقفه في النقطة التي حاول الانطلاق منها. كما أن مسؤولي الاتحاد طلبوا من عباس الاستماع إلى ما سيقدمه الجانب الأميركي قبل اتخاذ القرار.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه قدم إلى السلطة الفلسطينية مبلغ 11.28 مليون يورو، وهي المساهمة رُبع السنوية للاتحاد في المخصصات الاجتماعية التي تدفع للأسر الفلسطينية الفقيرة في الضفة وقطاع غزة، موضحًا هذه المساهمة ممولة من قبل "الاتحاد" الذي قدم 10 ملايين يورو، والحكومة الإسبانية التي ساهمت بمليون يورو، وإرلندا التي ساهمت بمبلغ 0.28 مليون يورو، وسيساهم هذا المبلغ في الدفعات المقدمة إلى حوالى 67.500 عائلة، نحو 80 في المئة منها في غزة.
ومن جهة أخرى، تمضي الديبلوماسية الفلسطينية في مسارات عده لتعزيز حضورها الدولي ومواجهة خطط الإدارة الأميركية للتسوية، فكشفت عن ترتيبات تجرى للتوجه إلى الأمم المتحدة مجدداً لطلب عضويتها الكاملة، بالتزامن مع جهود لضمان إطلاق مفاوضات للسلام تحت الرعاية الدولية، بعدما شددت على رفضها الوساطة الأميركية.
ونوهت الصحيفة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حصل خلال زيارته بروكسيل على دعم من الاتحاد الأوروبي في اتجاه تشكيل إطار دولي لرعاية عملية السلام، وليس أن تحل أوروبا بديلاً من الولايات المتحدة.
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور: "إن الجانب الفلسطيني يعد للتوجه إلى مجلس الأمن لطلب منح فلسطين عضوية كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة”، موضحاً أن بعثة فلسطين في المنظمة الدولية تجري اتصالات مع الدول الأربعة عشر الأعضاء في مجلس الأمن لمعرفة موقفهم من هذا التوجه.
وأضاف، أن الرئيس عباس سيعقد، لهذا الغرض، سلسلة لقاءات مع رؤساء دول أفريقية انضمت حديثاً إلى عضوية مجلس الأمن، على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا الأسبوع المقبل، كاشفًا أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً اليوم بناء على طلب الجانب الفلسطيني لمناقشة تطبيق قرارات الأمم المتحدة في شأن فلسطين والاحتلال الإسرائيلي.
يُشار إلى أن الرئيس الفلسطيني اختتم أمس زيارة إلى بروكسيل ألقى خلالها كلمة أمام مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، والتقى عدداً من قادة الاتحاد. وفيما أعلن مسؤول فلسطيني بارز رافق عباس في الزيارة، أن اللقاءات تمخضت عن توافق على تشكيل إطار دولي لرعاية عملية السلام، فيما أبدى مسؤولون في الاتحاد تفهمهم لمطالب عباس تشكيل رعاية دولية لعملية السلام، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، لكنهم أبلغوه أن دول الاتحاد غير جاهزة لاتخاذ قرار الاعتراف في هذه المرحلة، وطلبوا منه الاستماع إلى الخطة الأميركية أولاً.