النجاح الإخباري - حذَّر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من إمكانية انفجار الوضع في قطاع غزة قريبًا، واصفا إياه بـ"المروع"، وقال، "الوضع في غزة مروع (..) أكن احترامًا لشعب غزة الذي استطاع أن يعيش في سجن مفتوح منذ 10 سنوات للآن"، وأشار إلى أن شعب غزة ما زال قادرًا على "التعايش"، رغم عمليات الإغلاق من جانب إسرائيل، والعيش تحت هيمنة حماس ووجود الحكومة والرئيس بعيدًا عنهم، بحسب افادته في لقاء متلفز.
وبين ملادينوف أن "الحياة في قطاع غزة لن تصبح مستحيلة مع حلول 2020 فحسب، إنما يمكن للوضع أن ينفجر في أي لحظة"، ولفت إلى أن شعب غزة بشعر بغضب شديد تجاه هذا الواقع، معبرًا عن خشيته من انفجار الوضع؛ "ونجد أنفسنا أمام صراع آخر مدمر لسكان غزة بالمقام الأول"؛ نتيجة تفاقم كل العوامل، وأضاف، "هذا ما نسعى لتجنبه بأن نكون عمليين"، موضحًا أنه يجري حاليا توفير الوقود لمستشفيات غزة؛ نتيجة لعدم وجود كهرباء، وتابع، "نحاول العمل على توفير مجموعة من المقترحات لخلق المزيد من الوظائف بغزة والعمل مع اسرائيل لرفع القيود عن قائمة كبيرة من الصادرات والواردات".
وشدد على ضرورة العمل على توفير الأموال من أجل إعمار غزة، نظرا للدور الذي تساهمه العملية في خلق فرص عمل للسكان، وكذلك العمل مع مصر فيما يتعلق فتح معبر رفح، وأضاف، "نستعرض مع رام الله من اجل العودة لغزة وتوفير الرواتب والخدمات للسكان"، وتابع، "على الجبهة الانسانية، نحن نوفر طوق النجاة لغزة، أما السياسية فلا بد من عودة السلطة والحكومة الشرعية لغزة"، مؤكدًا على أهمية استكمال عملية المصالحة التي بدأت بمساعي مصرية.
وأكد على ضرورة وجود ارادة سياسية بين كل الاطراف لمناقشة كل الامور، واتاحة الفرص الاقتصادية للشعب من اجل التقدم، موضحًا أن "القيادات السياسية هي المسؤولة عن حل النزاع".
وحول أزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أشار ملادينوف إلى أن الأونروا تعاني من وضع صعب للغاية، مؤكدًا على ضرورة عدم الاستخفاف بمشكلات اللاجئين "إذا ما انهارت الأونروا"، مستبعدًا في الوقت ذاته انهيارها، وقال، "نحتاج للتركيز على تنظيم حملة لجمع تبرعات لتعويض التمويل الأمريكي"، محذرا من أن خلط القضايا الإنسانية بالسياسية "خطر".
وفيما يتعلق بعملية السلام، قال ملادينوف : "من المهم في هذه المرحلة ان نتفهم لإمكانية الوصول لحل سلمي ومقبول"، مضيفًا : "ولا يمكن الوصول لذلك دون اشراك الولايات المتحدة؛ كونها طرفا مهما في العملية"، وتابع أن "إعادة امريكا للفريق، والحفاظ على استمرار العملية أمران مهمان للغاية".
وذكر أن الرباعي "وسطاء الشرق الوسط" يتضمن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وأمريكا، مضيفا "أعتقد أننا سنكون مؤثرين بشكل أكبر في مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين إذا عملنا معا كفريق واحد، بدلاً من العمل منفردين، ولذا فإننا في الاجتماع الذي عقد بيننا في الأيام القليلة الماضية مع شركائنا أكدنا على التزاماتنا بوضوح، كما أكد عليه أيضا الأمين العام"، وأضاف، "نحن نحتاج إلى الاستمرار في العمل سويا والتوسط سويا بين أطراف الصراع، لأن الكل يساهم بأمور مختلفة، فالأمم المتحدة تقدم الموضوعية، والاتحاد الأوروبي يقدم دعما ماليا واقتصاديا كبيرا لكلا الجانبين، وبالأخص الجانب الفلسطيني".
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بمدى الفاعلية، والأكثر فاعلية هنا هو أن نعمل سويا كفريق واحد، لأن كل عضو في الفريق يساهم بجانب مختلف، ومن هذا المنطلق إعادة أمريكا إلى الفريق والحفاظ على استمرار العملية أمران مهمان للغاية”.
ورأى أن هناك الكثير من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالعالم العربي ككل، وليس فلسطين فقط، لم تنفذ بعد، وأضاف أن تنفيذ القرارات، سواء التي تتخذها الجمعية العامة أو مجلس الأمن، يقع على عاتق الدول الأعضاء، وما نقوم به من خلال الأمين العام والأمانة العامة هو أننا نثير هذه المسائل، ونتحدث بشأنها مع الدول الأعضاء بشكل فعال إلى حد ما ولكن في حدود ما تستطيع الدول الأعضاء تحمله”.