النجاح الإخباري - قال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة ورئيس دائرتها السياسية، إن تعليقات وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الجيش سيصل إلى كل في مكان في رفح غير واقعية لكن يجب التعامل معها بجدية، داعيا إلى رفع حق النقض (الفيتو) عن قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأبلغ نعيم اليوم الخميس "وزير الدفاع الصهيوني غالانت منذ بداية الحرب وهو يخرج بتصريحات لا تمت للواقع بصلة وغير متصلة بالميدان، دائما يهدد ويرفع سقف هذه التهديدات بشكل غير معقول". 

لكنه شدد في الوقت نفسه على خطورة الوضع لو دخلت قوات الاحتلال رفح الواقعة على الحدود مع مصر. 

وأضاف نعيم "على كل الأحوال، نحن نأخذ أي تهديدات على محمل الجد، وخاصة أننا نتعامل مع جيش صهيوني عنصري فاشي ليس له هدف إلا القتل والدمار وإهلاك الحرث والنسل بغض النظر عن النتائج على الأرض، وخاصة إذا الأمر كان متعلقا برفح. 

"نعتبر أن هذه التهديدات خطيرة إذا أقدم العدو على هذه الخطوة، سيفتح الباب لجريمة كبيرة جدا في وجود 1.2 مليون أو يزيد من الفلسطينيين المدنيين الذين طُلب منهم مغادرة الشمال في اتجاه الجنوب باعتبار أنه مكان آمن".

وطالب نعيم الإدارة الأميركية "التي لا تزال تعطي الغطاء لهذا العدو الصهيوني في عدوانه برفع يدها عنه من أجل وقف فوري للعدوان من خلال مجلس الأمن". 

وقال "الأصل أن الولايات المتحدة، التي بادرت هذه الخطوة، أن ترفع يدها عن الفيتو، وتسمح للإرادة الدولية بالوصول إلى وقف لإطلاق النار وإجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي، وفتح المعابر لإيصال كل المساعدات التي يحتاجها القطاع. وهذا هو الطريق الذي يجمع الفنيون على أنه السبيل الأسهل والأفضل في إيصال كل الاحتياجات". 

وحذر رئيس الدائرة السياسية لحماس في غزة من التبعات الإنسانية على كامل القطاع إذا حدث اجتياح لرفح.

وأضاف "نحذر من تداعيات ذلك على المستوى الإنساني في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية منذ بداية العدوان. أي معركة جديدة في رفح في ظل وجود المعبرين (البريين) الأساسيين هناك - معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح - فبالتأكيد هذا سيمنع  استمرار دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وهي أصلا مساعدات شحيحة". 

وردا على سؤال حول الرصيف البحري الذي أعلنت الولايات المتحدة عزمها تشييده على ساحل غزة لإيصال المساعدات بحرا إلى القطاع، قال نعيم "بالتأكيد أي خطوة يمكن أن تخفف من الحصار المفروض على شعبنا ومن المجاعة في شمال قطاع غزة هي خطوة في الاتجاه الصحيح. لكن أمامها تحديات كبيرة، ويثار حولها أسئلة كثيرة، وستحتاج إلى وقت طويل حتى يتم تنفيذها. وفي هذا الوقت يتساقط الفلسطينيون كل يوم بسبب الجوع". 

وكانت المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قد أعلنت الأسبوع الماضي عزمها فتح ممر بحري لإيصال مساعدات إضافية لقطاع غزة عن طريق البحر.

ومضى نعيم قائلا "ليس واضحا حتى اللحظة من الذي سيكون على الأرض لاستلام هذه المساعدات وتنسيقها وتوزيعها والسيطرة على المشهد. لكن الأهم من ذلك كله، لماذا نذهب إلى هذه الطريق الطويل؟ وكل التقارير تقول إنه لن يستطيع أن يقدم الكثير لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه المجاعة".

وقال وزير الحرب الإسرائيلي إن الممر البحري الجديد سيسمح بإيصال الإمدادات إلى "المدنيين وليس إلى حماس".  وكان غالانت قد دخل إلى قطاع غزة لتفقد قوات الجيش ومتابعة التحضيرات لفتح الميناء العائم لنقل المساعدات.
 
ويهدد الاحتلال منذ أسابيع بشن عملية برية في رفح، لكنه لم يقدم عليها حتى الآن، وسط تحذيرات دولية وإقليمية واسعة بسبب المخاطر المحتملة على نحو 1.5 مليون فلسطيني لجأوا إلى البلدة الحدودية فرارا من العدوان على القطاع المستمر منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.