النجاح الإخباري - في الوقت الذي تحتفل الدول في اليوم العالمي للمرأة، تعيش المرأة الفلسطينية في قطاع غزة ظروفًا استثنائية صعبة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، حيث تُحرم من أبسط حقوقها في العيش بكرامة وإنسانية.
  انتهاكات الاحتلال بحق المعتقلات تفاقم من مأساتهن في القطاع حيث تعيش النساء ظروفا صعبة كنقص الغذاء والرعاية الصحية.

وأكدت مؤسسات الأسرى تعرض أسيرات لاعتداءات جنسيّة، تضمنت التّحرش، والتّفتيش العاري، إضافة إلى التّهديد بالاغتصاب، هذا عدا عن إعلان الأمم المتحدة في بيان رسمي لها عن وجود تقارير موثوقة بتعرض معتقلات من غزة للاغتصاب.

ونشر نادي الأسير الفلسطيني شهادات لأسيرات أفرج عنهنّ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشهادات لأسيرات داخل السّجون، ولنساء واجه أقارب لهنّ عمليات اعتقال وملاحقة، أكّدن فيها على تعرضهنّ لجملة من الاعتداءات الجنسية.
وشكّل سجن (هشارون) كمحطة مؤقتة لاحتجاز الأسيرات، قبل نقلهنّ إلى سجن (الدامون)، شاهدًا على عمليات التفتيش العاري، التي تعرضنّ لها غالبية الأسيرات، بحسب عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات، عدا عن ظروف الاحتجاز المذلّة والمهينة التي تعرضنّ لها، والاعتداءات، ومنها اعتداءات بالضرب المبرّح.
وفي شهادة وثقتها المؤسسات لإحدى الأسيرات اللواتي اعتقلن بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أكّدت على أنّها تعرضت في أثناء عملية الاعتقال والتّحقيق لاعتداءات وتحرش جنسي ولفظي، حيث قام أحد الجنود بلمس رأسها، وقدميها بطريقة غير لائقة، وشتمها بمصطلحات بذيئة وتهديدها أكثر من مرة، وكان الجنود يرمون عليها أعقاب السجائر، وبواقي الطعام لإهانتها، كما وتعرضت الأسيرة للضرب أكثر من مرة من قبل جنود الاحتلال؛ مما سبب لها أوجاعًا في أنحاء جسدها، ولم يقدم لها أي علاج.

اختفاء قسري

وكان مكتب حقوق الإنسان قد أعلن أنه تلقى تقارير عديدة عن اعتقالات جماعية وسوء معاملة واختفاء قسري لفلسطينيين في شمال غزة على يد الجيش الإسرائيلي، وسجل اعتقال الآلاف في الضفة الغربية.

وقالت أليس جيل إدواردز المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، اليوم الجمعة، إنها تحقق في تعذيب وسوء معاملة معتقلين فلسطينيين في إسرائيل، وتجري محادثات لزيارة إسرائيل.

وأضافت إدواردز لرويترز على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إنها تلقت في الآونة الأخيرة تقارير عن تعذيب وسوء معاملة فلسطينيين محتجزين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل أو نتيجة للصراع في قطاع غزة.

وقالت إدواردز المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة «إنني أفحص ذلك حاليا وأجري تحقيقا لتقصي الحقائق».

بدوره قال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا: "في يوم المرأة العالمي، أشعر بحزن عميق لما تتعرض له النساء في غزة من تبعات هذه الحرب الوحشية".

وأضاف: "يتضمن ذلك الولادة دون توفير الرعاية الطبية الأساسية، ونقص في منتجات النظافة والخصوصية في ظروف معيشية غير صحية بشكل استثنائي".

وتابع: "يجب علينا أن نبذل المزيد من الجهود لحماية حقوق النساء والفتيات، وإعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية غير المقيدة والمستجيبة للنوع الاجتماعي، إن وقف إطلاق النار الفوري هو الحد الأدنى".

وتعاني المرأة الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، لأسوأ كارثة إنسانية من القتل والتشريد والاعتقال والإجهاض والأوبئة والموت جوعا نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وقالت الصحة في غزة إن الاحتلال قتل نحو 9 آلاف سيدة يشملن: أمهات وحوامل وكوادر صحية.

وفي اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف في الثامن من مارس/آذار، تقدّر منظمة الصحة العالمية وجود نحو 52 ألف امرأة حامل في قطاع غزة معرّضات للخطر بسبب انهيار النظام الصحي وسط الحرب المستعرة.

ويقول صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 62 حزمة مساعدات من المواد الخاصة بحالات الولادة تنتظر السماح لها بالدخول عبر معبر رفح.