النجاح الإخباري - قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي رباح اليوم الجمعة إن الحديث الأميركي عن إنشاء ميناء في غزة لاستقبال المساعدات بحرا من قبرص إلى محافظتي غزة والشمال موقف يندرج في إطار الخداع والتضليل العالمي، ومحاولة أميركية للالتفاف على مطلب كسر الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات وتوفير ممر آمن.

وقال رباح في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) متسائلا  "من يصدق أن الإدارة الأميركية تعجز عن تأمين ممر آمن لدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود المصرية لقطاع غزة، أو تعجز عن فتح المعابر وإدخال شاحنات المساعدات وزيادة عددها؟ ... الغرض من ذلك هو إطباق الحصار على غزة، وهذا الممر بمثابة تسليم بالحصار والصيغة الإسرائيلية، وهنا تكمن خطورة الحلول التي تقدم من الجانب الأميركي".

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن الليلة الماضية أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة يمكنه استقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء التي تمس إليها الحاجة بشدة في القطاع المحاصر.

وأضاف في خطاب حالة الاتحاد الذي نشره البيت الأبيض "أقول لإسرائيل إن المساعدات الإنسانية لغزة لا يمكن أن تكون قضية ثانوية "، مشيرا إلى أن حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء في غزة يجب أن تكون أولوية.

ونقلت شبكة (سي.إن.إن) عن بايدن قوله إن الميناء المؤقت على ساحل البحر المتوسط سيستقبل "سفنا كبيرة ومياها وأدوية وملاجئ مؤقتة".

* التفاف على قرار محكمة العدل

لكن رباح قال "لا أعتقد أن هدف هذا الممر المائي فرض أمر واقع أكثر مما هو التفاف على المطلب الدولي والأممي الذي دعت له محكمة العدل وكل المنظمات الدولية بفتح المعابر لإدخال المساعدات والاحتياجات من ماء وغذاء ووقود وأدوية وغيرها لسكان قطاع غزة".

وأضاف "الولايات المتحدة الأميركية هي من زودت إسرائيل بالأسلحة وأقامت ممرا جويا لتسهيل ذلك، وهي من تحمي إسرائيل من الحساب في المحافل الدولية، بالتالي هذا الممر محاولة للتملص من الأزمة الأخلاقية والقانونية التي وجدت الإدارة الأميركية نفسها عالقة فيها".

وتابع "أستبعد إنشاء ميناء دائم في قطاع غزة، ولو أرادت أميركا أن تكون لها قوات بغزة فهي تستطيع إرسال قواتها من خلال الحديث عن قوات دولية ضمن مباحثات اليوم التالي للحرب، لكن إنشاء الميناء محاولة لتكريس فصل الشمال عن جنوب قطاع غزة وتكريس للحصار المفروض، وهذا ما يريده الإسرائيليون".

ويرى رباح أن هذه الحرب ستطول وفقا لحسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، حسب قوله.

وأضاف "عندما تتوقف الحرب سترحل حكومة نتنياهو وسينتهي مستقبله السياسي، لذلك هو حريص على إطالة أمدها، والإدارة الأميركية تدعمه في ذلك، وهي ضد وقف إطلاق النار وتضغط على الحالة العربية لكي لا تتخذ أي موقف ضد جرائم إسرائيل، كما أن الفيتو الأميركي جاهز في مجلس الأمن لوقف أي قرار لوقف إطلاق النار، حيث أن الإدارة الأميركية قادرة على وقف الحرب والضغط على إسرائيل من أجل ذلك". 

* موقف حماس

أكد أيضا قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي عدم تلقي الحركة أي تفاصيل حول الميناء المقترح، وقال لوكالة أنباء العالم العربي "حتى اللحظة لم نتلق أي تفاصيل حول هذا الأمر ولا نستطيع إعطاء ردود فعل أو موقف على شيء لم يصلنا بشكل رسمي عبر الوسطاء".

وأضاف "عند وصول تفاصيل بشكل رسمي سنعطي موقفنا بكل وضوح، لكن ما نؤكده أن اليوم التالي للحرب يحدده الشعب الفلسطيني، ومن يريد تقديم أي مساعدة للشعب وفق سيادة الفلسطينيين على أرضهم لا مانع في ذلك، لكن من يحدد مصير الفلسطينيين والواقع على الأرض هو الشعب فقط".

من جانب آخر، نقلت شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الإخبارية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن الحكومة الإسرائيلية "جهزت معبرا بريا جديدا مباشرا إلى شمال قطاع غزة"، وذلك بعد أسابيع من الضغوط الأميركية المتزايدة للسماح بزيادة دخول المساعدات مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. 

وقال المسؤول في اتصال مع الصحفيين "سيسمح هذا المعبر الثالث بتدفق المساعدات مباشرة إلى السكان في شمال غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة".