نابلس - النجاح الإخباري - - ترجمة خاصة- تتفاقم المجاعة في شمال قطاع غزة مع استمرار الاحتلال في سياسته القائمة على منع وصول شاحنات إلى تلك المناطق.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة أن جيش الاحتلال منع قافلة حاولت نقل 200 طن من الطعام إلى شمال قطاع غزة يوم أمس الثلاثاء، بعد يوم على تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة التي قالوا فيها إن الأطفال في الأراضي الفلسطينية يموتون جوعًا.
ووفقا للتقرير، فإن برنامج الأغذية العالمي حاول إيصال أول شحنة طعام إلى شمال قطاع غزة منذ 20 فبراير، بعد أن أعلن في تلك الفترة أنه يجب تعليق العمليات في المنطقة بسبب القيود الإسرائيلية وتدهور الوضع الأمني بين مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين والذين يواجهون خطر المجاعة.
- انتظرت ساعات ثم عادت-
وانتظرت قافلة مكونة من 14 شاحنة لثلاث ساعات في حاجز وادي غزة وسط القطاع قبل أن تُرفض من قبل جيش الاحتلال، وتُوقف لاحقًا بواسطة "مجموعة كبيرة من الأشخاص اليائسين الذين نهبوا الطعام"، وفقًا لبيان الوكالة. كانت توصيلات المنظمة إلى الشمال قد توقفت بشكل كبير بالفعل لمدة ثلاثة أسابيع قبل الإعلان في 20 فبراير، وذلك بسبب مخاوف السلامة وغياب ما أسمته "نظام فعال" للتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، الذي يهيمن بشكل كامل على المساعدات الموجهة لغزة.
المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، د. أشرف القدرة، قال اليوم الأربعاء إن "حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف ارتفعت إلى 18 شهيدا في القطاع".
وأضاف أن "المجاعة في شمال غزة وصلت إلى مستويات قاتلة، وخاصة للأطفال والحوامل والمرضى المزمنين". وحذّر من أن "المجاعة تتعمّق وستحصد آلاف المواطنين إذا لم يتم وقف العدوان، ودخول فوري للمساعدات الإنسانية والطبية". واتهم القدرة جيش الاحتلال بـ"تعمّد ارتكاب مجازر مروّعة ومتتالية ضد آلاف البطون الجائعة شمال غزة".
- النهب على الطريق-
وفي يوم الاثنين، تم إرسال 15 شاحنة كجزء من جهود الإغاثة وشارك فيها رجال أعمال فلسطينيون إلى شمال قطاع غزة، ولكن نهبت خمس شاحنات على الأقل في الطريق، وفقًا لمسؤول إسرائيلي رفض ذكر اسمه لصحيفة وول ستريت جورنال.
ودعا المسؤولون في الأمم المتحدة إلى إصلاح نظام توزيع المساعدات، بعد أن قالوا لأسابيع إن إسرائيل ما زالت تفرض قيود وتأخيرات مفرطة عند الحواجز، مما يعيق المهام الإغاثية ويحرم الوصول إلى شمال قطاع غزة بشكل كامل مع تصاعد الأزمة الإنسانية هناك. وفي يوم الثلاثاء، دعت مجموعة من الخبراء المعينين من قبل الأمم المتحدة إسرائيل إلى "إنهاء "حملة التجويع"، مع التعبير عن قلقهم بشأن معاناة السكان المدنيين وبشكل غير مسبوق. وقال الخبراء إن "إسرائيل تقوم عمدا بتجويع الشعب الفلسطيني في غزة منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر.
وهي تستهدف الآن المدنيين الباحثين عن المساعدات الإنسانية والقوافل الإنسانية". وشدد الخبراء على ضرورة أن تضع إسرائيل حدا لما وصفوها بحملة التجويع واستهداف المدنيين، مضيفين أن الهجوم جاء في أعقاب منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة غزة وشمال غزة لأكثر من شهر.
لم يستجب جيش الاحتلال حتى الآن لطلب التعليق على القافلة التي حاولت الوصول إلى قطاع غزة يوم الثلاثاء، وقد نفت الوكالة المسؤولة عن تنسيق توصيل المساعدات إلى غزة أنها تقوم بعرقلة العمليات.