نابلس - النجاح الإخباري - قال ياسر أبو شنب المدير العام لحماية البيئة في سلطة جودة البيئة الفلسطينية إنه تم رصد العديد من الأمراض في شمال قطاع غزة، وذلك بعد أن ذكر تقرير أن ثلاثة من كل أربعة في القطاع يشربون مياها ملوثة.

وأكد أبو شنب اليوم الثلاثاء أن "هناك العديد من الأمراض التي تم رصدها من قبل الإرشاد في المنظمات المختصة، سواء منظمة الصحة العالمية وغيرها من دوائر عاملة في قطاع غزة، والتي أشارت إلى حالات مرضية تتعلق بالتهاب الكبد الوبائي من فئة سي، وكذلك ظهور بعض حالات السحايا وأمراض معوية ورئوية، وغيرها".

وأضاف "لا توجد تقارير حقيقية تدل على حجم الإصابات نتيجة هذا التلوث في قطاع غزة، ولكن هناك اتساع حاد في هذه النسب". 

وذكرت سلطة جودة البيئة الفلسطينية والجهاز المركزي للإحصاء في بيان مشترك اليوم الثلاثاء أن ثلاثة فلسطينيين من كل أربعة يشربون مياها ملوثة في المحافظات الشمالية بقطاع غزة، الأمر الذي تسبب في انتشار الأمراض "المعدية والخطيرة". 

وأشار البيان إلى أن الفلسطينيين يستطيعون بالكاد الوصول إلى ما بين 1-3 لتر من المياه للفرد يوميا فقط، مع انخفاض الإمدادات بواقع 90 بالمئة

وتابع المسؤول الفلسطيني قائلا "هذه الأرقام حقيقية ودقيقة، وناتجة عن العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية بما في ذلك شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه العذبة، وبالتالي أصبحت المياه في قطاع غزة ملوثة، وأصبح هناك نقص في الإمدادات بنسبة حوالي 90 بالمئة نتيجة التدمير الممنهج للمرافق البيئية".

وردا على سؤال عن الإجراءات المتخذة بهذا الصدد، قال أبو شنب "نحن في جودة البيئة توجهنا إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وأعددنا تقريرا لتقييم الأثر البيئي للعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، وهناك بوادر إيجابية بالاستجابة للطلب الفلسطيني من أجل إعداد تقرير بيئي مفصل عن القطاع... ووضع خطة طوارئ للتعاون مع الكوادر في قطاع غزة".

وأبدى أبو شنب أسفه إزاء عرقلة إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، وقال "من الصعوبة جدا حاليا التعامل مع هذه الحالات في وجود أعداد هائلة من الشهداء والجرحى نتيجة العدوان والقصف، فأصبحت هذه الحالات ليست على سلم الأولويات، على الرغم من أن ما يحدث قطاع غزة من انتشار للأوبئة والأمراض ينذر بحدوث كارثة صحية بيئية في القطاع".

وأضاف "نحن بحاجة إلى إمدادات أساسية لإعادة ربط شبكات المياه وإعادة تأهيلها وتطويرها. في غياب هذه الإمدادات والآليات والمعدات لإزالة الضرر والتلوث البيئي، وعدم وجود الأدوية اللازمة لمعالجة المرضى، نحن نتوقع أن يكون هناك المزيد من الحالات المرضية".

وحث أبو شنب كافة المنظمات الإنسانية على المساهمة في إنقاذ الوضع. 

ومضى قائلا "ندعو منظمات الأمم المتحدة قاطبة، بغض النظر عن مسميات الصحة العالمية أو برنامج الأمم المتحدة، البيئة أو اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل العمل على توفير الحاجات الأساسية الضرورية بقطاع غزة والعمل على فتح المعابر من أجل إدخال المستلزمات الطبية، لأن وجود السكان حاليا في الأماكن المكتظة مثل المدارس وغيرها يساعد في انتشار الأمراض والأوبئة".

وذكر بيان سلطة جودة البيئة الفلسطينية والجهاز المركزي للإحصاء في القطاع أن منع وصول الوقود اللازم أدى إلى توقف 65 مضخة صرف صحي عن العمل، إضافة إلى توقف جميع محطات وأنظمة معالجة المياه عن العمل، مما أدى إلى تدفق حوالي 130 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى مياه البحر المتوسط في قطاع غزة.