نابلس - النجاح الإخباري - تكشف التسريبات لبنود مباحثات باريس 2 أن الفجوات لا تزال كبيرة بين حماس وإسرائيل بخصوص صفقة تبادل تحقق تهدئة في قطاع غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء: “حتى الآن لم تتمخض المفاوضات عن أي نتيجة ملموسة، ونحن متفائلون، على الأقل نطمح أن يتمخض شيء اليوم أو غدا، ونتوصل إلى اتفاق”.
وعبّر الدكتور حسن أيوب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، في حديث لـ"النجاح" عن توقعاته بشأن احتمالية التوصل لاتفاق باريس، ومدى إمكانية تنفيذه والعوامل التي تؤثر عليه، وقال بخصوص الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر وحركة حماس، يتبين أن لكل طرف دوافعه الخاصة وحساباته المتعلقة بتحقيق إنجاز يُعرف بـ "صفقة لوقف إطلاق النار"، وذلك على الرغم من العقبات التي تواجه عملية التفاوض.
وأضاف أيوب فيما يتعلق بالضغوط التي تمارسها إسرائيل، بما في ذلك قرارها بإقامة مناطق عازلة في شمال قطاع غزة وسعيها للتحكم في المساعدات ودخولها إلى القطاع، أنها تبقى واحدة من الأسباب الرئيسية التي تعكس تعقيد الوضع الراهن، وفي المقابل تصر حركة حماس على ضرورة وجود ضمانات صريحة لوقف تام لإطلاق النار ودخول المساعدات.
وفي إطار متابعة المستجدات الأخيرة في المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، أكد أيوب أن الوضع متقلب ومعقد والصورة تزداد توتراً، ويبدو أن التوصل لاتفاق قابل للتنفيذ يتطلب جهوداً مكثفة وتنسيقاً دولياً أوسع لتجاوز العقبات الموجودة وتحقيق التقدم المنشود نحو السلام والاستقرار في المنطقة.
وبحسب التقارير الواردة، تظهر الصفقة الحالية تضمن شروطا صعبة ومثيرة للجدل، خاصة بالنسبة لسكان قطاع غزة.
وذكر أيوب أنه وفقًا للمراقبين، يتضمن أحد بنود الصفقة إعادة النازحين، مما أثار اعتراضًا حادًا من الجانب الفلسطيني، خاصة بسبب تطلعات القوى الأمريكية المحاولة لفرض شروطها، ويثير هذا الأمر تساؤلات حول استخدام الوقت كسلاح للضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات.
وأشار أن التحديات تزداد مع تصريحات رسمية صدرت عن إسرائيل، حيث أعلن بنيامين نتنياهو عن متطلبات جديدة تتعلق بقائمة المحتجزين والأسرى، مما يعقّد المشهد القائم للمفاوضات.
وفي مقابل ذلك، نوّه أيوب إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن تظهر بأن إسرائيل وافقت على عدم القيام بعمليات عسكرية خلال شهر رمضان، وهو ما يؤكد على استمرار الجدل والتوتر بين الأطراف المعنية.
وتطرق أيوب للحديث عن التوقعات حول قرار الاحتلال بالدخول البري على معبر رفح، وقال أنه يظهر واضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإلحاق هزيمة بحركة حماس وتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، وبينما تشترط على إسرائيل الالتزام بخطط واضحة وإجلاء المدنيين، وترى في هذه العملية فرصة لمواصلة مسار التدمير الشامل لقطاع غزة كعقاب على الجرأة الإستثنائية لحركة حماس.
كما أكد أيوب أن الموقف الفلسطيني لا زال منقسما في وجهات النظر بين توجيهات الرئيس محمود عباس ومطالب الفصائل الميدانية، ما يجعل الأمل في تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس محدوداً في هذه المرحلة.
وختم أيوب حديثه بالإشارة إلى أن القرار الإسرائيلي يثير تساؤلات بشأن مستقبل المشهد السياسي الفلسطيني ومسار المفاوضات، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة ويفتح المجال لمزيد من التحليلات والتوقعات بشأن المستقبل القريب والبعيد، وتأثير الأحداث وتطوراتها على المشهد الإقليمي والدولي.