نابلس - النجاح الإخباري - يقف جبر عطالله حاملا باقة ورود حمراء في شارع شديد الازدحام في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويقول إنه يبيع وروده ومعها الأمل في أن تتوقف الحرب وتعود الحياة كما كانت قبل السابع من أكتوبر تشرين الأول 2024.
وامتهن عطالله ابن الثلاثين عاما بيع الورود بعد أن حمله النزوح على الخروج من منزله في حي الزيتون في مدينة غزة إلى خان يونس. ومنها إلى رفح.
يقول الشاب الفلسطيني إنه واجه بعض العزوف من الناس بفعل ما يمر به الجميع من ظروف مأساوية قبل أن ينتبه الناس لأهمية وروده.
ويضيف "نزلت أنا على الشارع أشوف كيف الناس إيش بدها تحكي إيش تقول.. هل فيه أمل نرجع بيوتنا؟ هل فيه هدنة أو وقف لإطلاق النار؟ فقررت بنفسي إني أشتري ورد وأبيع ورد عند الناس.. إني أخلي الناس عندها أعمال وترجع حياتنا الطبيعية. ولكن مع الأسف مش هنرجع طبيعية إلا بعد ست أو سبع سنوات أقل شيء"
قبل النزوح، كان عطالله يعمل موظفا في شركة خاصة بمدينة رفح، لكنه اليوم يجد نفسه مجبرا على الوقوف في الشوارع وبيع الورود لتلبية احتياجات أسرته.
ويضيف "اخترت الورد لأن له معنى كبيرا.. الورد بيدي الروح وبيدي أمل عند الناس وبيغير حياتك وبيغير معالك ويغير قلبك.. يغير مشاعرك كلها.. الورد زي القلب.. اليوم إذا كسرت الوردة كذلك البني آدم إذا توقف قلبه يموت. الورد إن شاء الله يعني بيخلي الناس عندها أمل إننا نرجع بيوتنا. كنت أول يوم.. أو نقول أول 3 ساعات من عمل في بيع الورد صارت الناس تقول هذا مش مناسب ومش وقته.. لكن بمرور الوقت زاد الشغل معي وصار فيه إقبال والناس صارت تشتري وردا".
يصادف الحظ عطالله أحيانا، ويعود مغمورا ببسمات رواد الشارع، الذين اكتظت بهم شوارع رفح التي أصبحت الأكثر كثافة في العالم بعد أن نزح إليها أكثر من مليون شخص.