نابلس - النجاح الإخباري - بسبب استخدام الولايات المتحدة الأميركية لحق النقض "الفيتو"، فشل مجلس الأمن الدولي مجدداً، في تبني مشروع قرار يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مساء اليوم الثلاثاء.
حيث صوت لصالح القرار 13 عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكانت الولايات المتحدة ضده، فيما امتنعت بريطانيا فقط عن التصويت.
وقد انطلق اجتماع مجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، للتصويت على مشروع قرار مقدم من الجزائر باسم المجموعة العربية، حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
ويرفض مشروع القرار التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويدعو إلى الالتزام بالقانون الدولي، ويجدد دعوته إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة وجميع أنحائه وتقديم ما يكفي من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر وبالحجم المناسب إلى المدنيين الفلسطينيين.
ويؤكد المشروع مجددا التزامه الثابت برؤية حل الدولتين الذي تعيش بموجبه دولتا فلسطين وإسرائيل الديمقراطيتان جنبا إلى جنب في سلام وضمن حدود آمنة ومعترف بها.
سفير الجزائر: تأييد للعنف الوحشي
وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع للمجلس قبل التصويت “التصويت لصالح مشروع القرار هذا هو دعم لحق الفلسطينيين في الحياة. وعلى العكس من ذلك، فإن التصويت ضده يعني تأييدا للعنف الوحشي والعقاب الجماعي الذي يتعرضون له”.
وتقترح الولايات المتحدة في المقابل مشروع قرار يدعو إلى هدنة مؤقتة في الحرب، ويعارض أي هجوم بري كبير تشنه حليفتها إسرائيل في رفح.
وقالت واشنطن إنها تعتزم إتاحة الوقت للمفاوضات ولن تتعجل في التصويت.
ولا تزال واشنطن تعارض استخدام كلمة وقف إطلاق النار في أي إجراء للأمم المتحدة يتعلق بالحرب الدائرة، لكن النص الأمريكي يؤكد نبرة قال الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي إنه استخدمها خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وينص مشروع القرار الأمريكي على أن “يشدد (مجلس الأمن) على دعمه لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن عمليا على أساس صيغة (تضمن) إطلاق سراح جميع الرهائن، كما يدعو إلى رفع كل العوائق أمام تقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع”.
ولم يربط مشروع القرار، الذي صاغته الجزائر وعرقلته الولايات المتحدة، وقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن. وطالب بشكل منفصل بهدنة فورية لأسباب إنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
مصر تأسف
وأعربت مصر عن أسفها البالغ ورفضها "لعجز" مجلس الأمن الدولي مجددا عن إصدار قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار جزائري في هذا الشأن.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "تعتبر مصر إعاقة صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في نزاع مسلح ذهب ضحيته أكثر من 29 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، يعد سابقة مشينة في تاريخ تعامل مجلس الأمن مع النزاعات المسلحة والحروب على مر التاريخ".
وأضافت أن ذلك "يترتب عليه المسئولية الأخلاقية والإنسانية عن استمرار سقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، واستمرار معاناتهم اليومية تحت نير القصف الإسرائيلي".
واستنكرت القاهرة "بشدة ما يمثله المشهد الدولي من انتقائية وازدواجية في معايير التعامل مع الحروب والنزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي بات يشكك في مصداقية قواعد وآليات عمل المنظومة الدولية الراهنة، لاسيما مجلس الأمن الموكل إليه مسئولية منع وتسوية النزاعات ووقف الحروب"، بحسب البيان.
وعبر مندوب مصر لدى الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق عن "الإحباط وخيبة الأمل إزاء استمرار عرقلة" أميركا لمساعي وقف إطلاق النار في غزة
وقال عبد الخالق أمام جلسة لمجلس الأمن للتصويت على مشروع القرار الجزائري "أين يقف الفيتو الأميركي إزاء المعاناة الإنسانية التي وصلت لحد الكارثة بعد الأسبوع العشرين في الحرب على غزة".
نتنياهو عقب الفيتو الأميركي: لن نرضخ
ونقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله اليوم الثلاثاء إن إسرائيل لن ترضخ لأي "ضغط داخلي أو خارجي" لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو، في تصريحات أعقبت جلسة لمجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار جزائري لوقف الحرب في غزة، أن بلاده تريد إطلاق سراح المزيد من الرهائن "لكن ليس بأي ثمن"، وخاصة ذلك الثمن الذي تطلبه حركة حماس والذي وصفه "بالخيالي".