النجاح الإخباري - في إسرائيل، خفت صوت الحديث عن صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، على الرغم من الضغوط الشعبيّة المتزايدة والمظاهرات اليوميّة التي تنظّمها عائلات المحتجزين أمام منازل مسؤولين في مجلس الحرب والمحاور الرئيسية.
عضو مجلس الحرب، الوزير بيني غانتس، يبدو نفسه اليوم أكثر فتورا، بعد أن كان متحمّسا لإتمام صفقة مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة لاسترداد المحتجزين في القطاع.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجّهها غانتس الأسبوع الماضي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لانفراده باتّخاذ القرارات المتعلّقة بالصفقة المتوقعة ومنع الوفد الأمني الإسرائيلي من استكمال المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة، يبدو عضو مجلس الحرب اليوم غير متحمس لعودة الوفد إلى القاهرة، على عكس ما كان في السابق.
وظهر غانتس أمس الاثنين في مقطع فيديو وهو يتحدث إلى عدد من أهالي المحتجزين الذين تظاهروا أمام منزله، حيث قال إن الوفد الأمني الإسرائيلي سيعود لاستكمال المفاوضات في القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس عندما تسمح الظروف بذلك.
تساءل المتظاهرون؛ لماذا لم يعد الفريق الإسرائيلي إلى المفاوضات في القاهرة؟ فقال غانتس "نريد الذهاب إلى هناك لاستعادة المختطفين، وليس الذهاب من أجل الحضور فقط".
وتظهر حالة من التململ في مجلس الحرب الإسرائيلي من جمود كل شيء على الأرض وعدم إنجاز الصفقة المنتظرة.
وشنّ الوزير الإسرائيلي غادي آيزنكوت هجوما على قرارات مجلس الحرب، الذي هو نفسه عضو فيه؛ وقال إن إسرائيل تتخبّط في غزة بسبب عدم اتخاذ قرارات مهمة.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أمس عن رسالة تحذير مطوّلة ومفصّلة وجّهها الوزير آيزنكوت إلى بقيّة أعضاء المجلس، يشرح فيها ما تحقق وما لم يتم تحقيقه من أهداف الحرب.
وتحت عنوان "غياب اتّخاذ قرارات حاسمة في الحرب، كتب الوزير في رسالته يقول "بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب، من المناسب تقييم الإنجازات ودراسة التوجّهات المستقبلية؛ وهناك صعوبة متزايدة في تحقيق أهداف الحرب، فقد تعثّر المخطط الاستراتيجي للحرب، ويهدد عمليا تحقيق أهدافنا".
وأشار آيزنكوت في رسالته إلى أن الهدف المتمثل في تقليص قدرات حماس العسكرية والحكومية تحقق جزئيا، وكذلك بالنسبة لعودة المحتجزين؛ لكنه اعتبر أن الهدف المتمثّل في خلق وضع لا يشكل فيه قطاع غزة تهديدا بعد أن تضع الحرب أوزارها لم يتحقق بعد.
وقال آيزنكوت "من الناحية العملية، لم يتم اتخاذ أي قرارات حاسمة منذ ثلاثة أشهر؛ فالحرب تجري وفق إنجازات تكتيكية، دون تحركات كبيرة لتحقيق إنجازات استراتيجية".
من جانبه، اعتبر علي أبو شاهين، القيادي في حركة الجهاد الفلسطينية، أن مفاوضات التبادل لم تتوقف، لكنها متعثرة بسبب ما سمّاه التعنت الإسرائيلي في المواقع وعدم الاستجابة للمطالب التي طرحتها الفصائل الفلسطينية، والتي تشمل وقف الحرب على قطاع غزة ورفع الحصار والتعهّد بإعادة إعمار القطاع.
وقال أبو شاهين في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن الفصائل الفلسطينية "موقفها واضح، وأبلغت به الوسطاء سابقا ولا يوجد أي شيء جديد حتى الآن".
وحول موافقة إسرائيل على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، قال أبو شاهين "لم نُبلّغ بأي شي جديد من هذا القبيل".
ويعتقد محمد المصري، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أن الأمور في إسرائيل تغيّرت، وأن نتنياهو وحكومته غير معنيين بالوصول إلى هدنة تؤدي إلى وقف لإطلاق النار، حتى لو كانت مؤقتة، لأن ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي الآن في رأيه هو "احتلال محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا)؛ وأي صفقة ستؤدي لعرقلة هذا المسعى".
وقال المصري في حوار أجرته معه وكالة أنباء العالم العربي إن نتنياهو "حوّل مسار الحديث من قضية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، إلى حديث سياسي عن رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، وبات يعتبرها قضية القضايا، وغيّب الحديث عن المحتجزين".
أضاف "نتنياهو يريد أن يدخل رفح، ليس لأن فيها مسلحين، وليس لأنه يعتقد أن فيها محتجزين إسرائيليين، لكن لأنه يريد أن يسيطر على معبر رفح من خلال احتلال محور فيلادلفيا".