النجاح الإخباري - تتجه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة نحو الأسوأ، حيث يواجه نحو مليون ونصف المليون فلسطيني في مدينة رفح خطر هجوم إسرائيلي محتمل. في الوقت نفسه، يظهر مأزق جديد في الأفق بشأن مجلس الأمن الدولي، مع تلاشي الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. يبقى الوضع متوترًا وغير مستقر، مع استمرار الأزمة الإنسانية، واليوم حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات يشكل تهديدا خطيرا على صحتهم مع استمرار الحرب، حيث أصبح الغذاء والمياه الصالحة للشرب عملة نادرة للغاية في قطاع غزة، فيما تنتشر الأمراض.
سوء تغذية
يأتي هذا التحذير بعد أن أظهر تقرير صدر اليوم عن مجموعة التغذية العالمية - التي تقودها اليونيسف - أن طفلاً من بين كل ستة أطفال دون سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة، حيث انقطعت المساعدات بشكل شبه كامل منذ أسابيع.
وأشار التقرير إلى أنه حتى في رفح، حيث كانت المساعدات متاحة بشكل أكبر، فإن خمسة في المائة من الأطفال في نفس الفئة العمرية يواجهون نفس المعاناة. وأشارت اليونيسف إلى أنه تم جمع البيانات المستخدمة في التقرير في كانون الثاني/ يناير، ومن المرجح أن يكون الوضع الآن أكثر خطورة.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إن غزة على وشك أن تشهد "انفجاراً في وفيات الأطفال التي يمكن تفاديها، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق بالفعل". وذكّر بأن اليونيسف حذرت من أن القطاع "على شفا أزمة تغذية"، وحذر من أنه إذا لم ينته الصراع الآن، "فسيستمر تدهور تغذية الأطفال، مما يؤدي إلى وفيات يمكن الوقاية منها أو مشاكل صحية ستؤثر على أطفال غزة مدى الحياة ولها عواقب محتملة عبر الأجيال".
وأكدت اليونيسف أن التدهور في الوضع الغذائي لسكان غزة "غير مسبوق على مستوى العالم"، حيث إن 95 في المائة من الأسر تحد من وجباتها وأحجامها، و64 في المائة يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، أفادت أكثر من 95 في المائة من الأسر بأنها تحد من كمية الطعام التي يتلقاها البالغون من أجل ضمان حصول الأطفال الصغار على طعام يأكلونه.
وقالت فاليري جوارنييري، مساعدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إن الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية في غزة "خطير ويمكن الوقاية منه بالكامل". وشددت على الحاجة إلى تحسينات حاسمة في الأمن ووصول المساعدات الإنسانية، وزيادة عدد المعابر لدخول المساعدات إلى غزة وضمان حصول النساء والأطفال على الأطعمة الصحية والمياه النظيفة والخدمات الصحية والتغذوية.
الجوع والمرض مزيج قاتل
ووجد التقرير أن ما لا يقل عن 90 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة مصابون بأمراض معدية، وأن 70 في المائة أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفاً مقارنة بعام 2022.
وقال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية: "الجوع والمرض مزيج قاتل. الأطفال الجائعون والضعفاء والمصابون بصدمات نفسية أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ولا يستطيع الأطفال المرضى، خاصة المصابين بالإسهال، امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد. إنه أمر خطير ومأساوي ويحدث أمام أعيننا".
ودعت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية إلى توفير وصول آمن ودون عوائق ومستدام لتقديم المساعدة الإنسانية متعددة القطاعات بشكل عاجل في جميع أنحاء قطاع غزة. وشددوا على ضرورة حماية المستشفيات والعاملين الصحيين من الهجمات حتى يتمكنوا من تقديم العلاج والرعاية الحرجة بأمان. كما أشارت إلى أن وقف إطلاق نار إنساني وفوري لا يزال يوفر أفضل فرصة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة.