النجاح الإخباري - قال الجهاز المركزي للإحصاء، إن قطاع غزة تعرض لنحو 597 مجزرة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أوكتوبر، أي (بمعدل 35 مجزرة في اليوم).
وأضاف الإحصاء إن عدد الشهداء الفلسطينيين حتى اليوم السابع عشر من العدوان وصل إلى ما يزيد على 5,087 شهيدا، منهم أكثر من 1,119 أنثى (أي ما يعادل 3 إناث شهيدات كل ساعة)، وأكثر من 2,055 طفلا، أي ما يعادل (5 أطفال شهداء كل ساعة)، وبالمجمل فإن حوالي 65% من الشهداء هم من الأطفال والنساء.
في سياق متصل، استُشهد 96 مواطنا في الضفة الغربية منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وحتى تاريخ إصدار هذا البيان، منهم 30 طفلا، وامرأة واحدة شهيدة.
الأطفال والنساء في قطاع غزة يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة
يُذكر أن عدد الشهداء الأطفال دون سن الثامنة عشرة الذين ارتقَوا خلال الفترة الممتدة ما بين 2014-2022 قد بلغ 864 شهيدا، وهناك 170 طفلا رهن الاعتقال داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وأوضح الإحصاء أن 1.10 مليون أنثى كانت تسكن في قطاع غزة قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين ثاني/ أوكتوبر، وتشكل ما نسبته 49.3% من إجمالي السكان في القطاع، منهن 590 ألف أنثى يسكنّ في المحافظات الشمالية لقطاع غزة (محافظة شمال غزة ومحافظة غزة)، بنسبة بلغت 53.5% من الإناث في القطاع، وهناك حوالي 1.05 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة يسكنون في قطاع غزة قبل العدوان، يشكلون ما نسبته 47.1% من سكان القطاع، منهم حوالي 32% دون سن الخامسة (340 ألف طفل).
6 من أصل 10 اشخاص في قطاع غزة نازحون
وأوضح الإحصاء أن 1.4 مليون شخص نزحوا في قطاع غزة (منهم 493 ألف سيدة وفتاة)، وفقدت 98 عائلة فلسطينية عشرة من أفرادها أو أكثر، و95 عائلة فلسطينية فقدت ما بين 6 إلى 9 أفراد، كما فقدت 357 أسرة ما بين اثنين إلى خمسة من أفرادها، وهناك أكثر من 830 طفلا تم الابلاغ عنهم من بين المفقودين في القطاع.
صحة النساء والأطفال مهددة بالخطر
أشار الإحصاء إلى أن هناك نحو 546 ألف أنثى في سن الإنجاب (15-49 عاما) في قطاع غزة، منهن حوالي 58% متزوجات.
وأشارت التقارير الصحية في قطاع غزة، إلى أن هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، حيث ستلد 5,500 امرأة خلال الأسابيع المقبلة، أي ما معدله 183 مولودا جديدا يومياً في قطاع غزة، وهذا يعني أن هناك احتمالية كبيرة لزيادة الولادات التي ستحدث ضمن ظروف صحية غير آمنة، ما يعد انتهاكا خطيرا لحقوق النساء وقد يعرض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر.
وإذ يعتبر الحصول والوصول الى خدمات الولادة الآمنة والأساسية، أحد التحديات الجسام التي تواجه النساء في قطاع غزة، بسبب الحركة غير الآمنة وأيضاً المراكز الصحية المعرضة للقصف في أي لحظة، وهناك 10 مشافي توقفت عن تقديم الخدمات الصحية، حيث انخفضت معدلات الولادة اليومية في مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة الى 21 حالة ولادة يوميا من أصل 30 -40 حالة في الظروف العادية، ويتم إخراجهم بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من الولادة حتى تتمكن المستشفى من توفير مساحة للمرضى الآخرين.
كما تحتاج النساء الحوامل في غزة إلى 300 مل من السوائل لدعم أطفالهن الذين لم يولدوا بعد، لكن الحصار يقيد حصولهن على المياه النظيفة والتغذية السليمة، حيث انخفض معدل توفر المياه الى 3 لترات يومياً لكل شخص في ظل توقف 3 محطات لتحلية المياه بشكل تام، وهذا يؤثر على صحتهن ويزيد من المخاطر أثناء الولادة.
يذكر أن حوالي 96% من الأسر تعتمد على مياه شرب غير أمنة في الأوضاع والظروف العادية، (وجود مصدر محسن لمياه الشرب داخل الوحدة السكنية خالي من بكتيريا E.coli ومتاح في أي وقت).
الصحة النفسية للمواطنين في قطاع غزة في تدهور ما قبل عدوان الاحتلال
وأوضح الإحصاء الفلسطيني أن دراسة أعدها البنك الدولي أظهرت بالتعاون معه، حول الصحة النفسية وأثر العدوان الذي شنه الاحتلال الاسرائيلي على القطاع في العام 2021، وتم جمع بياناتها في الربع الأول من العام 2022، أن 71% من سكان قطاع غزة (18 سنة فأكثر) مصابون بالاكتئاب بسبب العدوان، في حين أن مستويات الاكتئاب كانت متشابهة بين النساء والرجال.
وقال إن توتر الصحة النفسية يصبح أكثر سوء في قطاع غزة خلال العدوان حيث انه لا مكان آمن بالنسبة للمواطنين هناك، وكذلك اضطرابات الصحة النفسية الشائعة حيث أن العلاقة طردية بين الفقر المدقع واضطرابات الصحة النفسية، وعليه فإن جميع الأطفال والنساء في القطاع، تعرضوا الى جميع أنواع الاضطرابات النفسية بسبب العدوان الإسرائيلي.
وأوضحت أن هؤلاء الأشخاص يعانون من آثار سلبية على صحتهم النفسية والاجتماعية نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشونها، وتتضمن هذه الآثار تدهور الصحة النفسية، وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، وضعف العلاقات الاجتماعية، وصعوبة التكيف مع الوضع الجديد، وهذا يعني أن هؤلاء الأفراد لم يتعافوا بعد من آثار الصدمة التي مروا بها في العام المذكور، والآن دخلوا وبقية الأفراد في القطاع في دوامة جديدة من العنف الإسرائيلي بحقهم، ما سيفاقم الوضع الصحي النفسي لديهم، ويدخل أفراد جدد ضمن دائرة الذين يعانون من اضطرابات نفسية والاكتئاب وغيرها.
تفاقم في انعدام الأمن الغذائي
وخلال النصف الأول من عام 2023، زادت نسبة الفقر بين أفراد الأسر التي ترأسها أنثى في قطاع غزة (52.2%) عن مثيلاتها في الضفة الغربية (10.2%)، وهذا يؤدي الى زيادة تعقيد الوضع بالنسبة لهذه الأسر في ظل الاوضاع السائدة التي تؤدي في معظم الأحيان الى تفاقم التأقلم مع الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل وجود معدلات بطالة مرتفعة (66%) بين الاناث من بين المشاركات في القوى العاملة (15 سنة فأكثر) في قطاع غزة خلال الربع الثاني من العام 2023.
كما ان 41% من الأسر في قطاع غزة كانت تعاني من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد خلال العام 2020، وهناك فجوة مقدارها 11.1 نقطة مئوية لصالح الأسر التي يرأسها إناث، بنسبة بلغت 30.6% مقابل 41.7% للأسر التي يرأسها ذكور.
يذكر أن هناك زيادة في عدد الأرامل اللاتي يُعلن أسرهن في قطاع غزة بأكثر من 1,000 أرملة، بعد استشهاد أزواجهن جراء الحرب المستمرة على القطاع.