نابلس - النجاح الإخباري - أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اليوم الخميس، "اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2023"، تحت شعار: "المهارات الرقمية من أجل الحياة".
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، إن الفعالية هذا العام تأتي ضمن فعاليات القدس العاصمة الرقمية العربية لعام 2023، بدعم من الاتحاد الدولي للاتصالات، كمبادرة وطنية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وأضاف: نحتفل اليوم بإمكانيات الفتيات والشابات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونضع أمامنا التحديات التي تواجه مشاركتهن الحقيقية، للبحث عن الحلول، وتشريع السياسات والقوانين، وتزويدهن بالأدوات اللازمة للنجاح والاستمرار.
وتابع، أن المبادرة الوطنية لهذا العام تهدف إلى تحديد الوسائل التي تمكن الفتيات من اكتساب المهارات اللازمة للتفكير الناقد والتصميم، وحل المشكلات والابتكار، بما في ذلك الوصول إلى الإنترنت ومهارات التعلم والتدريب على الأدوات الرقمية والدعم المجتمعي، وسرد قصص النجاح والتجارب الملهمة للفتيات.
وأشار سدر إلى أهمية تشجيع الفتيات والشابات على متابعة موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات "STEM"، والمشاركة في نوادي الترميز وفرق الروبوتات والأنشطة الأخرى المتعلقة بالتكنولوجيا، من خلال تعريفهن بعالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في وقت مبكر.
ولفت سدر إلى المساهمات الرائعة التي قدمتها النساء في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والحاجة إلى الاحتفال بإنجازهن وتأريخ قصصهن كنماذج يحتذى بها للأجيال القادمة.
ودعا إلى تضافر الجهود لدعم الفتيات وتمكينهن وإلهامهن لتحقيق أحلامهن، وإحداث تأثير إيجابي في العالم، وذلك إيمانا بأن النساء هن جزء من النجاح وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبها، دعت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات دورين بوغدان في كلمة مسجلة، النساء حول العالم إلى الانخراط في عالم التكنولوجيا.
وأشارت إلى أن مجال التكنولوجيا مفتوح أمام الجميع وفيه الكثير من فرص العمل والتطوير والإبداع، خاصة في مجال المهارات الرقمية.
من جهتها، قالت وزيرة شؤون المرأة آمال حمد، "يصادف اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" والذي يحتفل به العالم باعتباره فرصة لتسليط الضوء على أهمية تشجيع الفتيات والنساء على المشاركة في صناعة التكنولوجيا وتعزيز دورهن فيها، وأهمية العمل على تحفيزهن للاهتمام بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتركيز على اختيار التخصصات والمباحث الملائمة لاحتياجات السوق، والإبداعات والمبادرات الخلاقة، ومواكبة تطورات المعارف المختلفة".
وأشارت إلى أن النساء الفلسطينيات أثبتن جدارتهن في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتميزن في كثير من المسابقات على المستويين الإقليمي والدولي، وسجلن نقاطا مضيئة لصالح الفتاة الفلسطينية في إطار المنافسة والعمل عن بعد وتحسين ظروف حياتهن القاسية، لافتة إلى فوز المهندسة الموظفة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نهاود موسى أبو عفيفة، بجائزة التميز للمرأة العربية في مجال التكنولوجيا والابتكار.
وشددت حمد على سعي الحكومة إلى رزمــة من المحفزات المرتبطة بمساهمة الفتيات في قطاع التكنولوجيا، والتدريب المهني والتقني، لاستغلال طاقات الفتيات الكامنة ومنها: المصادقة على إعطاء الفتيات رزما تحفيزية للالتحاق بالتعليم المهني والتقني، وإطلاق مبادرات للشباب والفتيات للانخراط في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم، وإطلاق برنامج تدريبي لإعادة تهيئة الطلبة الخريجين الجدد نحو مهارات جديدة، وهي البرمجة والترميز.
وأكدت أهمية امتلاك المهارات الرقمية في عصرنا الحالي، والتي أصبحت فيه التكنولوجيا الرقمية جزءا من حياتنا اليومية، ويستخدمها الناس في العمل والتعليم والتواصل، وتتيح المهارات الرقمية للأفراد فرصا أكبر للوصول إلى المعلومات والخدمات والوظائف والتعليم وتطوير الذات.
ودعت إلى ضرورة مزج الفتيات ما بين مسار التحصيل العلمي ومسار الخبرات والمهارات العملية، والاستثمار في بناء الشخصية الريادية والمهارات الحياتية والرقمنة وصقلها خلال التحاقهن بالمدارس والجامعات.
وأكدت حمد أن دعم تعليم النساء والفتيات في هذا القطاع ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة (SDG)، ولا سيما الهدف 5 الذي يرنو إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين جميع النساء والفتيات من خلال عدة مجالات منها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويسهم في توفير الوظائف وانتشال النساء من الفقر، وقيام قطاع متوازن بين الجنسين يوفر وظائف في المستويات المتوسطة والعليا، ويمكّن النساء الموهوبات من الوصول إلى أعلى السلّم المهني.
ودعت إلى ضرورة إدماج مساقات مبتكرة خلال المسيرة التعليمية، تحفز الابتكار والإبداع وتمكن الخريجات من الوصول إلى سوق العمل، إما بتوظيف أو ريادة مشاريع جديدة، وتوفير بيئة حاضنة محفزة، ورفع الوعي والتثقيف المجتمعي حول أهمية التكنولوجيا وتأثيرها على الحياة الشخصية والمهنية، تشجيع مشاركة المرأة في صناعة التكنولوجيا في إطار دعمها للحصول على فرص عمل وتحقيق التوازن بين الجنسين في هذا المجال، لتتمكن من تحقيق الاستقلالية المالية والمشاركة الفعالة في الاقتصاد الرقمي.
من جهته، أكد بسام نعيم ممثلا عن وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة تعمل على تطوير قدرات الطالبات والطلبة في المجال الرقمي وفي التفكير الإبداعي ومهارات التواصل، مشيرا إلى قصص النجاح لطالبات يحتجن إلى دعم للانتقال من مرحلة المعرفة إلى الإبداع والاحتراف.
وأكد سعي الوزارة إلى توظيف العلوم والهندسة والرياضيات في حل مشاكل المجتمع، وأهمية الشراكة بين المؤسسات لتحقيق نتائج تسهم في خلق التغيير والتطور المطلوبين.
ومن جهتها، أكدت أمين عام هيئة الرئاسة في جامعة القدس صفاء ناصر الدين، أهمية زيادة المهارات الرقمية للفتيات، خاصة في الحياة الاجتماعية، والتقنية، والمهنية، والحياتية.
فيما أشار زياد طعمة ممثلا عن رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز إلى سعي المجلس إلى استقطاب جميع المشاريع الناجحة، وأن تتقدم للمجلس الذي يهدف إلى تغطية مشاريع الإبداع والابتكار، من خلال دعم 80 مشروعا منذ تأسيسه، مؤكدا سعي المجلس إلى تعزيز ثقافة التميز، وأن يتحقق التغيير نحو مجتمع متطور يرتكز على الإبداع والتميز.
في حين، أشارت نقيب نقابة المعلوماتية التكنولوجية ميسون إبراهيم، إلى أن واقع المرأة في مجال تكنولوجيا المعلومات في فلسطين جيد، إلا أنه يجب الاستفادة من قطاع تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي.
وأكدت ضرورة تهيئة الفتيات من خلال النقابة إلى سوق العمل، وضرورة توعية الفتيات بأهمية المجالات الرقمية، وتنبيههن بخورة سوء استخدامها فيما يخص أمان المعلومات وسرقة البيانات.
ومن جهته، دعا رئيس اتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات "بيتا" تامر برانسي ممثلا عن القطاع الخاص، إلى تطوير المهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل وتعزيز التعلم الذاتي والمهارات الحياتية، وعلى رأسها المهارات الرقمية.
وتخلل الاحتفالية نقاشات حوارية لمبادرة الفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين، وشهادات من شباب محترفين لعدد من الفائزين في مسابقة مبادرة الفتيات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2022.